أعلنت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد معارضتها "التدخل العسكري" في شمال مالي، وطلبت من فرنسا "التراجع عن موقفها بالذهاب إلى الحرب"، ودعم بدلا من ذلك الحوار من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في مالي. وقال منسق العمل الدبلوماسي في الحركة موسى آغ الطاهر، في مقابلة صحفية، إن التدخل العسكري في شمال مالي سيسبب "الفوضى"، وأنه صب للزيت على النار المستعرة في المنطقة. كما أشاد المتحدث بالموقف الجزائري من الأزمة في بلاده، مشددا على أن إشراكها في حل المشكلة المالية أمر لا مفر منه، كما كشف عن استعداد الأزواد للتفاعل إيجابيا مع مقاربة الجزائر ودول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا بشأن حل سياسي وتفاوضي لهذه الأزمة. وقال المسؤول نفسه إن حركته تدعم الشروط التي تفرضها الجزائر على جماعة أنصار الدين، وفي مقدمتها قطع أي صلة مع الجماعات الإرهابية من أجل الذهاب إلى المفاوضات لاستعادة السلام وإقامة حل عن طريق التفاوض السياسي بين جميع الأطراف المعنية. وفي هذا الإطار قال المتحدث إن حركته أعلمت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استعدادها للمشاركة في أي مفاوضات لحل أزمة شمال مالي. يذكر أن فرنسا كانت سباقة إلى تبني أطروحة الحل العسكري في شمال مالي، وقد دعا مؤخرا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره الألماني غيدو فسترفيلي، في مقال في صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية الاتحاد الأوروبي، إلى دعم "نشر ومشاركة قوة دولية في مالي". وكتب وزيرا الخارجية: "في مواجهة الوضع الطارئ في شمال مالي نعتقد أنه من المفيد أن يدعم الاتحاد الأوروبي نشر ومشاركة قوة دولية في مالي". وأكدا أن "الوضع في هذا البلد يشكل رهانا كبيرا لأمن واستقرار منطقة الساحل وإفريقيا برمتها ولأمن أوروبا". وطلب فابيوس وفسترفيلي أيضا أن "يشكل الاتحاد الأوروبي بعثة لتأهيل القوات المسلحة المالية كما فعلت بنجاح في الصومال" مشيرين إلى أن "إعادة بناء القدرات العسكرية المالية لا بد منه من أجل مكافحة التهديد الإرهابي بشكل فعال".