نجت أكثر من 500 عائلة بحي الديانسي، جنوب مدينة الشلف ،من موت محقق في أعقاب الفيضانات الطوفانية التي غمرت الحي السكني الواقع بالقرب من مقر الأمن الحضري الثاني، حيث دفعت ذات الأمطار الغزيرة، السكان إلى التجمهر وسط الطريق الرابط بين الحي ولالاعودة، تنديدا بتماطل السلطات المحلية في التنقل إلى موقع النكبة لمعاينة ما أحدثته السيول من أضرار جسيمة، ناهيك عن امتعاضهم غير المسبوق حيال تراخي أعضاء المجلس البلدي في معاينة الحي المنكوب بجميع المعايير على الرغم من حداثة إنجاز مختلف مرافقه. وشهد الحي، تدفق كميات هائلة من مياه الأمطار من منحدرات الجهة الجنوبية التي تضم أحياء الإخوة عباد، المصالحة والمناطق المحاذية إلى ضفاف وادي تسيغاوت الذي فاضت حوافيه. مشهد ظهيرة أمس كان أشد ايلاما وفي غاية الخطورة، بعدما اضطرت عائلات بأكملها للاستعانة بجذوع الأشجار وأكوام الحجارة العملاقة من أجل الخلاص من جحيم المستنقعات التي تجمعت في حي ديانسي أو حي بوشاقور أحمد كما يوصف حاليا. المنكوبون صبوا جام غضبهم على المنتخبين الذين تقاعسوا عن التحرك لإنقاذ مايمكن إنقاذه، في وقت لم يجد رجال أمن مقر الأمن الحضري الثاني سوى وسيلة امتصاص غضب هؤلاء المنكوبين ودعوتهم إلى ضبط النفس والتعقل للحيلولة دون وقوع مالايحمد عقباه. كما دفع الوضع بهؤلاء السكان إلى إخراج أهاليهم مخافة امتداد المد الطوفاني إلى بيوتهم، بعدما استمر تدفق المياه الطوفانية من منحدرات الجهة الجنوبية، يحدث هذا الأمر في ظرف كان من المفترض إنقاذ الموقف في أكتوبر من العام الماضي، بعد أن غمرت السيول الجارفة كامل أرجاء هذا الحي السكني الذي دشنه بوتفليقة سنة 2004، واعتبره حيا نموذجيا، غير أنه مالبث حتى تعرّت عيوبه وانكشف زيف مشاريع تهيئته. غير بعيد عن الحي المذكور، عاشت 24عائلة بالمنطقة الرابعة بحي اولاد محمد جنوب مدينة الشلف، وضعا مأساويا، في أعقاب هطول المياه الطوفانية على المنطقة لمدة نصف ساعة، حيث تسببت في عزل السكان عن العالم الخارجي، وأتت هذه السيول بالكامل على ممتلكات أكثر من 3 عائلات التي فقدت منازلها ومحتوياتها. وتحدث ممثل الحي إلى ''البلاد'' بحسرة عن الوضع الحالك الذي تكبده المواطنون الذين ''حمدوا الله''، على توقف الأمطار ''الطوفانية'' بعد نصف ساعة من الهطول، وإلا كانت الكارثة لو استمر تدفق الأمطار على المنطقة.