نزل شيخ المدربين رابح سعدان، أمس، ضيفا على “منتدى البلاد"، وتطرق في سياق حديثه لعدة نقاط وحاول إزالة الغبار عن عدة أمور من بينها العروض التي وصلته مؤخرا سواء تعلق الأمر بالأندية أو المنتخبات العربية التي رشحته لقيادة عارضتها الفنية، في شاكلة منتخبي البحرين والعراق. واستغل مهندس تأهل الخضر لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا الفرصة للحديث عن الطبعة ال 29 من نهائيات أمم إفريقيا، متطرقا في سياق حديثه إلى مجموعة الجزائر أو مجموعة الموت كما سماها البعض، معترفا ضمنيا بصعوبة المأمورية بالنسبة لرفقاء حليش. وقدم سعدان الأسباب التي جعلته يرفض الترشح لمنصب رئيس الفاف.
التربص لمدة 20 يوما في مكان واحد ممل ويؤثر على معنويات اللاعبين
قال رابح سعدان إن برمجة تربص في مكان واحد لمدة طويلة قبل منافسة مهمة في شاكلة نهائيات أمم إفريقيا، يعد مجازفة في حد ذاتها، لا سيما أن اللاعب يشعر بعد مرور أسبوع فقط من التحضير بالملل. وأكد ضيف الفوروم أن التحضير الجيد والذي يناسب اللاعبين قبل منافسات مماثلة، يكون ببرمجة تربصات على المدى القصير في أماكن مختلفة وهو الأمر الذي تفطن له مدرب المنتخب التونسي سامي الطرابلسي أو مدرب المنتخب الإيفواري صبري لموشي. وواصل سعدان حديثه معلقا على طريقة التحضير التي ينبغي أن تنحصر في مرحلتها الأولى على الاسترجاع الذهني والبدني للاعبين الذين شاركوا بانتظام مع أنديتهم، ليمر المدرب بعدها للمرحلة الثانية والتي يتم التركيز فيها على الجانب البدني والفني على حد السواء ويرسم طريقة عمله الخاصة بالمنافسة. وعن المرحلة الثالثة قال سعدان أنها المحددة والحاسمة والتي يتم من خلالها التحضير للمباريات الثلاث الخاصة بالدور الأول.
رفضت الترشح لرئاسة الفاف لأنني أفضل العمل في المجال التقني
أكد ضيف “منتدى البلاد" أمس، أنه غير مهتم بمنصب رئيس الفاف وخلافة الرئيس الحالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، وقال سعدان في هذا الصدد أفضل أن أواصل العمل في المجال التقني الذي يعد تخصصي، على عكس الجانب الإداري الذي لست مؤهلا لاقتحامه رغم أنني أملك كل الشروط التي تمكنني من إيداع ملف ترشحي دون أي إشكال. كما وصلتني عدة عروض لكي أودع ملف ترشحي، إلا أن كل هذه الطلبات قوبلت بالرفض.
كاذب من يقول إن الجزائر
لا تملك مدربين
دافع شيخ المدربين بشدة عن المدرب المحلي، وقال ضيف “منتدى البلاد" إن الجزائر تملك تقنيين في المستوى في شاكلة إبرير الذي يعد موسوعة في المجال التدريبي، وضحى بمنصبه في كندا من أجل خدمة كرة القدم الجزائرية، ماجعله يشرف على أكاديمية المنتخب الوطني، إلا أنه وحسب ضيف الفوروم فإن العمل الذي قام به الأخير ذهب في مهب الريح ودخل التقني في خانة النسيان، ما أجبره على العودة من جديد إلى كندا وهو الأمر الذي أكد من خلاله سعدان عدم اهتمام الهيئة الوصية بالكفاءات.
مشكل التكوين في الجزائر يوجد على مستوى القاعدة والتسيير أيضا
صرح ضيف “منتدى البلاد"، أمس، أن المشكل الرئيسي بالنسبة للتكوين في كرة القدم الجزائرية يكمن على مستوى القاعدة، حيث يفتقر بلدنا لقاعدة صلبة ومتينة تؤهل اللاعبين للتألق ومواصلة المشوار لغاية الفئات الكبرى كما هو الحال عليه في مصر وغيرها من الدول. وبرر سعدان إخفاق التكوين في الجزائر أيضا بانعدام التسيير العقلاني للموارد البشرية، وهو الأمر نفسه الذي جعل المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة يقصى خلال الدورة النهائية المؤهلة لأولمبياد لندن وحتى المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة الذي أقصي من نهائيات أمم إفريقيا 2013 في مواجهة الإياب أمام نظيره الزمبابوي. وأكد ضيف المنتدى أن الاستثناء الوحيد بشأن التكوين في الجزائر يخص أكاديمية بارادو التي وبالرغم من بعض النقائص الطفيفة التي تعاني منهاو إلا أنها تخوض تجربتا رائدة في كرة القدم.
الخضر يملكون مصيرهم بين أيديهم وسأكون أول مناصر لهم في جنوب إفريقيا
قال رابح سعدان بشأن حظوظ المنتخب الجزائري في نهائيات أمم إفريقيا بجنوب إفريقيا في طبعتها ال 29، أن الخضر يملكون مصيرهم بين أيديهم، رغم نقص الخبرة لدى لاعبي المنتخب الجزائري، ناهيك عن غياب الانسجام. وأكد سعدان أنه سيكون أول مناصر للمنتخب الجزائري وسيصلي لبلوغه أبعد الأدوار الممكنة.
كابيلو لن ينسى الدرس التكتيكي الذي لقّنته
له في مباراة إنجلترا
لم يتوان شيخ المدربين في سرد مسيرته خلال مونديال 2010، وقال ضيف المنتدى إن الحديث عن كابيلو يذكره بمباراة إنجلترا ومافعله يومها، حيث فرض المنتخب الجزائري نسقه على نظيره الإنجليزي، وأكد سعدان أن الفضل في تحقيق نتيجة إيجابية أمام الإنجليز يعود للانضباط التكتيكي لدى اللاعبين الذين عرفوا كيف يسيرون المباراة بذكاء كبير وطبقوا التعليمات حرفيا، لا سيما لاعبي الأجنحة ومحور الدفاع الذين فرضوا الرقابة اللصيقة على واين روني الذي لم يتحرك يومها ولم يشكل خطورة على دفاع الخضر، وهو الأمر الذي دفع كابيلو للإدلاء بتصريحاته الشهيرة حين قال أنه لم يرى في حياته طريقة دفاعية مماثلة لطريقة لعب المنتخب الجزائري.
بمجرد ذكر بلد منديلا يقشعر جلدي وسنعيش عرسا قاريا في مستوى كأس العالم
لم يخف شيخ المدربين شعوره بشأن بلد مانديلا، خاصة أنه عاش أجمل الذكريات مع المنتخب الجزائري في هذا البلد، وأكد سعدان أنه بمجرد ذكر اسم هذا البلد يقشعر جلده. كما تكهن شيخ المدربين بنجاح العرس القاري في هذا البلد والذي سيكون في مستوى كأس العالم وأكثر، لا سيما أن الظروف المناخية ملائمة وأن المنشآت الرياضية متطورة وستكون في مستوى الحدث الكروي.
قال إنه مدرب قوي الشخصية
والأحسن تكتيكيا في الجزائر
فضلت عدم زيارة كرمالي
لأنني لا أريد رؤيته في هذه الحالة
أشار الناخب الوطني السابق، رابح سعدان، إلى أنه فضل عدم زيارة شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي في المستشفى، لأنه لا يريد رؤيته وهو في هذه الحالة المرضية بعد أن عايشه وهو في أحسن أحواله. وقال سعدان إنه كان شرفا كبيرا له أن يعمل معه مع منتخب الشباب سنة 1979 والذي أهله إلى المونديال، لكن لم يذهب بسبب قوة شخصيته.
بالموازاة مع ذلك وعلى ذكر خصال كرمالي، كشف سعدان عن أنه يتمتع بقوة شخصية كبيرة وقوي من الناحية التكتيكية وهو ما وقف عليه عندما واجهه في اتحاد سطيف، حين كان ابن سطيف مدربا ولاعبا في هذا الفريق بالذات.. “كرمالي تعلمت منه الكثير، فهو مدرب قوي الشخصية والأفضل من الناحية التكتيكية وكان لي الشرف أن عملت معه عندما أشرفنا على منتخب الشباب، لكنني فضلت عدم رؤيته في المستشفى لأنني لا أريد رؤيته في هذه الحالة وهو يعاني، لكن أنا متأكد أنني سأزوره في الأيام القليلة القادمة"، يقول سعدان.
قال إن المنتخبين التونسي والايفواري يملكان خبرة المنافسات الإفريقية ويجب الحذر من المنتخب الطوغولي
سعدان: تأشيرتا التأهل في مجموعة الخضر ستلعبان حتى آخر مباراة
وفي تعليقه على مجموعة المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا القادمة، قال سعدان إن المجموعة تبقى صعبة، لا سيما مع وجود المنتخب التونسي الذي لديه استقرار كبير على مستوى التشكيلة، وعماد هذا المنتخب من البطولة التونسية الذين يلعبون على أعلى مستوى في القارة السمراء مع أنديتهم، دون تناسي أيضا أن الطرابلسي متواجد مع نسور قرطاج منذ أمم إفريقيا للمحليين، وهو ما يخدم كثيرا هذا المنتخب. في حين المنتخب الإيفواري حسب مدرب الخضر الأسبق ليس بحاجة إلى تعريف لأنه يضم أحسن اللاعبين في أوروبا وهذا المنتخب يلعب في كل موسمين كأس إفريقيا، وذلك بغض النظر عن تغيير اسم المدرب. وأشار سعدان إلى أن كوت ديفوار خسرت “الكان" الأخيرة، بسبب الإرهاق البدني الذي عاشه هذا المنتخب في مباراة نصف النهائي أمام المنتخب المالي. ولم يغفل سعدان أيضا منتخب طوغو الذي اعتبره منتخبا متطورا جدا ويضم مجموعة جيدة من الناحية الجماعية كما يكونه لاعبون من الطراز العالي وهي الأمور التي تجعل مهمة الخضر صعبة، لأن جميع الفرق الإفريقية التي تأهلت قوية.
طرابلسي حضّر برنامجا متكاملا للمنتخب التونسي وأتحدى من يقول العكس
وفي تعليقه على الأصوات التي تقول إن المنتخب التونسي أخطأ عندما نظم تربصا طويل المدى فيه العديد من المباريات الودية، قال سعدان إن الطرابلسي الذي كان لاعبا قبل أن يكون مدربا حضّر برنامجا متكاملا من الناحية المنهجية حتى يكون لاعبيه في أحسن فورمة في الكان القادمة “لست مع الأصوات التي تدعي أن الطرابلسي أخطأ عندما نظم تربصا طويل المدى مع العديد من المباريات الودية، فهو يغير مكان التربص في كل مرة من أجل كسر الروتين ويعمل في تحضيره على ثلاث مراحل وكل مرحلة تنتهي بمباراة ودية وأرى الأمر صائبا إلى أبعد الحدود، خاصة وأن خمسة أيام كفيلة بأن تمنح اللاعبين الفرصة من أجل التأقلم على المناخ في جنوب إفريقيا"، يقول سعدان.
عمر كزال من بين أحسن رؤساء “الفاف" على مر تاريخ الجزائر
لم ينس رابح سعدان الفقيد عمر كزال، الرئيس الأسبق للاتحادية الجزائرية لكرة القدم والذي عايشه كثيرا في سنوات الثمانينات، حيث قال ضيف فوروم “البلاد" في شخص الرجل، إنه أحدث ثورة في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وكان من بين أحسن الرؤساء الذين مروا على الفاف عبر تاريخ الكرة الجزائرية.. “عمر كزال رحمه الله كان سابقا لوقته في تفكيره وأحدث ثورة كبيرة في الاتحادية وفي تنظيمها وبفضله أخذت الفاف استقلاليتها في التسيير"، يقول رابح سعدان.
قادير يستحق عقد مارسيليا وفيغولي لم يتأقلم بعد مع الخضر
وفي تعليقه على إمضاء قادير في أولمبيك مارسيليا، قال ضيف “البلاد"، إن هذا اللاعب الذي عايشه في المنتخب الوطني في تحسن مستمر خاصة من حيث الأداء وهو يترجم الجدية التي يتمتع بها اللاعب في التدريبات وحتى خارج الملعب وإمضائه في مارسليا يعتبر فخرا واعتزازا لكل الجزائريين. بالمقابل من ذلك أشار سعدان إلى أن فيغولي لاعب كبير وهو ما يؤكده الأداء الذي يقدمه مع ناديه فالنسيا الاسباني، لكنه لم يتأقلم بعد مع أجواء المنتخب الوطني وهو ما يفسر مستواه بين المنتخب الوطني من جهة وناديه الاسباني من جهة ثانية.