كشفت دراسة حديثه أصدرها هذا الشهر المركز الوطني للدراسات والتحاليل الاجتماعية والتنمية، بأن نسبة الأمية في الجزائر قد استقرت سنة 2009 في حدود 22% من مجموع السكان، وهو ما يعني أن أكثر من ستة ملايين شخص من جملة 32مليون جزائري أميون، ومن ثم فإن قرابة خمس الجزائريين لا يقرأون ولا يكتبون، وإن كان ضمن هذه النسبة حوالي 60% نساء، فإن 75% من نسبة الأطفال الذين لم يسبق لهم الجلوس على مقاعد الدراسة تتراوح أعمارهم بين 10 و15 سنة· كما كشفت الدراسة بأن 10 بالمائة من الأطفال الجزائريين الأقل من 15 سنة غير معنيين بمقاعد الدراسة· فيما يتعرض للطرد من المدرسة لأسباب مختلفة قرابة 200 ألف طفل أقل من16سنة، وهي نفس النتائج تقريبا التي وتوصلت إليها مؤسسة ''فورام'' المهتمة بمتابعة وضعية الطفولة في الجزائر· ويأتي إعلان هذه الحقائق ''المخيفة'' التي قدمتها مؤسسة ''السينياب'' العمومية، والمشهود لها بجدية الأبحاث والدراسات التي تجريها لتؤكد بأن معزوفة بن بوزيد الإصلاحية على أوتار المنظومة التربوية الجزائرية، لازالت لم تطرب أحدا وأن أقصى ما أنتجته حشرجات أقرب إلى الأصوات النشاز منها إلى الإصلاحات الجدية الراسمة لمستقبل مسار منظومة التربية في بلادنا·وفيما لم تحقق هذه الإصلاحات الكثير من أهدافها المعلنة، التي يأتي في مقدمتها إجبارية التعليم لكل الجزائريين سيما البالغين منهم سن التمدرس، وهي السياسة التي اعتمدتها الجزائر منذ أمرية 67 في عهد الراحل هواري بومدين· وجاء تزامن الدراسة المذكورة مع الأرقام الفلكية التي قدمها بن بوزيد أمام مدراء التربية عند الدخول المدرسي الأخير، وهو يتحدث عن عدد المنشآت الدراسية الجديدة وعدد المؤطرين وغيرها من الأرقام الأخرى، مشيرا على سبيل المثال لا الحصر إلى أن نسبة التمدرس لدى الأطفال البالغين 6 سنوات، انتقلت من 93 بالمائة سنة 99 إلى 04·79 بالمائة خلال الموسم المدرسي الجاري· بينما انتقلت النسبة لدى الشريحة العمرية الموزعة بين 6 و15 سنة إلى 95 بالمائة·وبغض النظر عن نسبية الإحصاءات والأرقام التي يتغنى بها بن بوزيد، وكذا الدراسات العلمية القائمة على البحث في هذا الشأن، والتي كثيرا ما نستنتج وجود تضارب صارخ بينها وبين الأرقام الرسمية، فإن شواهد كثيرة قدمتها دراسات أخرى في عالم الكتاب والطبع والمطالعة تذهب في اتجاه تأكيد معضلة الأمية في الجزائر التي مست جميع الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية، لعل آخرها ما قدمه المركز العالمي للاستشارة الاقتصادية والاستكشاف حين كشف بأن نسبة القراءة في الجزائر لا تتجاوز 8·6 بالمائة· بينما تتضاعف نسبة الذين لا يقرأون بمتوالية عددية تدحض جميع بيانات بن بوزيد ومراكز محاربة الأمية·