حسناء شعير طرح عدد من المختصين جملة المشاكل التي تواجه القطاع السينمائي في الجزائر وعلى رأسها مشكلة التوزيع والعرض، وذلك بالنظر إلى الوضعية المزرية التي تعرفها دور السينما، خصوصا تلك التي لا تزال غير مستغلة في الغرض الذي وجدت من أجله. وأوضح السينمائي والمنتج يزيد خوجة في “منتدى المجاهد” بالعاصمة الذي ناقش أمس موضوع “استغلال قاعات السينما في الجزائر”، وشارك فيه ممثلون عن مختلف المؤسسات الثقافية، أنه على السلطات العمومية وعلى رأسها وزارة الداخلية، وبالتعاون مع وزارة الثقافة، أن تؤدي دورها للنهوض بقاعات السينما ووضع إستراتيجية محكمة لهذا القطاع الذي له أبعاد اقتصادية وثقافية، وذلك دعما ل”الفن السابع” وتشجيعا لعودة القطاع العام كما كان الأمر منذ 1962. وفي تلك الفترة، حصلت الجزائر، حسب المتحدث، على “إرث” قدر ب 500 قاعة سينما كانت جلها مستغلة ومدعمة من طرف الدولة، غير أن ما يحدث اليوم هو تراجع هذا الدعم، واختفاء غالبية تلك القاعات، مما أثر على نسبة انتشار الأفلام الجزائرية المنتجة داخل البلاد وعرضها فقط في المهرجانات وبعض دور السينما وعدم وصولها إلى ولايات أخرى تبقى تسمع عنها، لكنها لا تشاهدها لافتقارها لقاعات سينما مثل عنابة ووهران والمسيلة وولايات أخرى. وسمح هذا الوضع بانتشار تجارة “الدي في دي” الذي يمثل أسهل طريقة لمتابعة آخر إنتاجات السينما، سواء المحلية أو العربية والعالمية، وذلك حسب ذوق المشاهد وبتكاليف أقل. وتناوب المتدخلون في هذا اللقاء الذي غاب عنه ممثلون عن وزارة الثقافة، وكل حسب قناعته وتصوره وتجربته الشخصية في المجال، على طرح أهم ما يعترض طريق الفيلم الجزائري مقارنة بنظيره الفرنسي والأمريكي، وهي المقارنة التي لم تكن متوازنة وغير منطقية، بالنظر إلى الدعم والاهتمام الذي يحظى به “الفن السابع” في دول أخرى، وحتى في تونس والمغرب الجارتين. من ناحية أخرى، تحدث ممثل بلدية “الجزائر الوسطى” لوكال محمد عن وجود 12 قاعة سينما في البلدية وهي أعلى نسبة مقارنة بباقي بلديات العاصمة، حيث تشرف البلدية على خمس قاعات منها المجهزة والصالحة للعرض في انتظار تجهيز أربع أخرى، وذلك في ظرف ستين يوما. ونفى المتحدث وجود أية مشاكل مع وزارة الثقافة، مؤكدا أنهما يعملان معا بالشراكة والتعاون. وينتظر أن يتواصل الحديث عن مشاكل القطاع السينمائي في المنتدى من خلال لقاءات أخرى تنظم يومي ال23 وال30 جانفي الجاري، حيث يلتحق كل من المخرج أحمد راشدي والسينمائي علي باي للتطرق لأهم العراقيل التي تعترض “الصناعة السينمائية”.