في مثل هذا اليوم، قرر “أبرهة” من زمن الطغاة والعتاة أن يهدم الكعبة على رأس عابديها، ليصبح محج وإله الناس فقبلتهم، لكن بين جيش الفيلة وعقيدة الظلام التي رابطت بالكعبة المشرفة لإنزالها أرضا، ولد النور المصطفى، حيث التاريخ كتب أنه بمولده، عليه أفضل الصلوات والسلام، قال جد الصبي، صلوات الله على المولود، لأبرهة عصره، حين سأله: لماذا لا تدافعون عن كعبتكم؟.. النياق أنا ربها، أما الكعبة فلها رب يحميها.. الزمن اختلف، وأبرهة عصره تعددت ملامحه و”أفياله”.. بالأمس، جاء يهدم كعبة، حتى يكون ربا للأرض، أما اليوم فإنه جاء يهدم أوطانا وعروبة وإسلاما، حيث أمة العرب من خليجها إلى محيطها تعايش زمن التشتت و”التيه”، ولا راد لأفيال الزمن المشوه، حيث “أبارهة” أمريكا وفرنسا وبريطانيا، يتقدمون خطوة خطوة، لكي يكون هم “الرب” في أرضهم.. وبين أن يكونوا فلا نكون نحن، فإن ضياء المولد النبوي الشريف، حيث اليوم يوم ميلاد النبي الأكرم، الذي أطاح بعصر “الفيلة”، شاهد حي على أن القوة لم تكن ولن تكون يوما إلا لله، حيث حب الوطن عقيدة، وحيث إذا كان للباطل جولة، فإن للحق دولة، تسلب نياقها، ينحر رجالها، لكنها في النهاية أمة طيور الأبابيل، فكلما اعتلت قوة الظلم وامتدت مساحة سطوته، فإنه في الجهة الأخرى للغيب سماء و”سُنة” تحمي الأوطان من مكر الماكرين.. لمن باعوا حليب نياقنا…لمن تاجروا في نبوة هذه الأمة.. لمن تسللوا إلى غرف نومنا، لينتهكوا فينا كرامة، حرائرنا ووجودنا، نقول.. إنه بين ظهرانينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فماذا بين ظهرانيكم غير “فيلة”.. تستطيع أن تدوس وتهدم وتحطم لكنها في نهاية المطاف يسدل الدهر عامها بطير أبابيل، كما ألغت ألوهية أبرهة، فإن كل “المتأبرهين” من نهايته متجرعون؟ يكتبها/ أسامة وحيد