سامية.م يبدو أن حرب العصابات على طريقة المافيا الإيطالية عرفت طريقها في حي بوفريزي بباب الواد، بعد أن نشبت حرب شارك فيها أكثر من 60 شخصا مدججين بأسلحة محظورة وبنادق صيد بحرية وصواريخ نارية وأسلحة بيضاء وسيوف، أبطالها عائلة يعرف المتهم الرئيسي فيها ب«ليليفوا" وعائلة أخرى يسمى الضحية بها “الشيطان"، الذي أراد ضم ابن العائلة الأولى الى جماعته المختصة في الاعتداء بالأسلحة البيضاء والمتاجرة بالمخدرات. الحادثة أدت الى أصابة العديد من الأشخاص تزامنا مع سقوط ضحيتين بطلقات نارية أردت أحدهما جثة هامدة، في حين لفظ الضحية الثانية أنفاسه في مستشفى مايو بباب الواد. وهي القضية التي عالجتها محكمة جنايات العاصمة نهاية الأسبوع المنصرم، وعرفت حضور العديد من أبناء حي باب الواد. الواقعة حسب قرار الإحالة تضاربت حيثياتها ما بين تصريحات المتهمين والشهود في محضر الضبطية القضائية، حيث انطلقت بتاريخ 1 مارس 2011 إثر نداء تم إرساله الى خلية أمن العاصمة مفاده سقوط شخصان بعيارات نارية. وتبين من خلال التقرير الأولي أن الأمر يتعلق بالضحية المدعو “ح.عادل" المكنى محرز، والضحية الثانية “ر.عمر" المعروف ب«الشيطان"، وتم بعد ذلك استرجاع بندقية صيد وسلاح ناري روسي الصنع عيار 12ملم وظرفين فارغين تم تقديمهما لمصلحة الخبرة البالستيكية، وتم بعد ذلك تحديد هوية الفاعلين ويتعلق الأمر بالمدعو “ا.فاتح" المكنى “ليليفو" و«ا.زكرياء" وأخيه “ا.سيدعلي" الى جانب متهم رابع يسمى “فيصل" وقد توبعوا بتكوين جماعة أشرار باستعمال سلاح ناري مع توافر ظرف الليل والقتل العمدي. هذا وقد تضاربت الروايات حول الحرب المعلنة، حيث أكد أحد الشهود أنه كان يحرس حظيرة غير شرعية عندما شاهد سيارة من نوع بيجو307 رمادية اللون توقفت أمام الضحية “عادل" الذي كان أمام شاحنته، ولاحظ نشوب شجار بينهما، قبل أن ينزل شخصان وجها للضحية طلقات نارية أردته أرضا، واختبآ خوفا من المتهمين. وبعد مغادرة السيارة اتجهت صوب الضحية رفقة عدد من أبناء الحي لإسعافه ونقله إلى المستشفى. في حين اعترف المتهم الرئيسي المدعو “ا.سيد علي" والمعروف بليليفو بأن جماعة مدججة بأسلحة وصواريخ نارية وبنادق صيد هاجمت منزله في ال26 من فيفري 2011، بحثا عن ابنه عادل وحاولوا اقتحامه لكنه قام رفقة اخيه بالصعود إلى السطح وإطلاق عيارات نارية في الهواء لتفريق المتجمهرين، بواسطة بندقية صيد تحصلا عليها في إطار الدفاع الذاتي، وأن المتجمهرين واصلوا رشق المنزل بالحجارة والصواريخ، الأمر الذي أدى بهما الى النزول بالقرب من باب المنزل وإطلاق عيارات نارية من جديد مما أدى بالمعتدين الى الفرار، وقد شاهد مصابا علم فيما بعد أنه جاره المسمى “عمر" وتحمل المتهم المسؤولية الكاملة في التهمة مؤكدا أن ابنه وأخاه لا دخل لهما في القضية، والسبب الرئيسي للشجار يرجع الى كون عصابة الشيطان أرادت زج ابنه ضمن جماعته بالرغم من رفضه، الأمر الذي جعلهم في كل مرة يتسببون في مضايقته الى أن نشب خلاف طفيف أدى بجماعة الشيطان الى التهجم على المنزل نافيا رواية سيارة بيجو 307. من جهته جرّم ممثل الحق العام خطورة الوقائع لاسيما مع ارتفاع وتيرة ما يعرف بحرب العصابات والتمس تسليط عقوبة 20 سنة ضد المتهمين.