علمت ''الخبر'' من مصادر موثوقة أن التحريات في قضية القتل المثيرة التي اختلفت بشأنها الروايات في حي باب الوادي الشعبي، توصّلت إلى أن القاتل المفترض ''س.ف'' المدعو ''الفيل''، والمعروف على مستوى حي بوفريزي بنشاطه في الترويج والمتاجرة في المخدرات، كان قد دخل في خلافات مع بعض المروّجين الشباب، ومنهم أحد الضحيتين، حول تزعّم نشاط ترويج المخدرات على مستوى حي بوفريزي. غير أن الخلاف تفاقم لينتهي بجريمتي قتل حاول ''س.ف'' تحمل مسؤوليتهما لوحده، وتبرئة ساحة شقيقه وابنه لكونه من أصحاب السوابق العدلية بخلافهما. وذكر ''س.ف'' في تصريحاته أثناء التحقيق، أن الضحية ''ح.ع''، حاول إجبار ابنه ''س.ز'' على الانضمام إلى مجموعته التي تنشط في الترويج للمخدرات، وهو ما رفضه الأب ''س.ف'' وكذلك الابن، ولأنه لم ينصع لطلبه، حاول التهجم على بيت العائلة يومين قبل الجريمة. وأضاف ''س.ف'' أن ''ح.ع'' حاول يوم الوقائع اقتحام البيت العائلي بالقوة رفقة مجموعته التي كانت مدججة بالأسلحة البيضاء، من سيوف ورماح وغيرها، وللدفاع عن حرمة بيته، وجه إليهم طلقات نارية من بندقية شقيقه، وهو عنصر في الدفاع الذاتي، فقتل كلا من ''ح.ع''، 30 سنة، و''ط.ع''، 28 سنة. غير أن التحقيق مع الابن ''س.ز'' وشقيقه ''س.ع'' كشف غير ذلك، حسب مصادرنا، إذ تلقى الابن يوم الوقائع مكالمة هاتفية من الضحية ''ح.ع'' ألحّ عليه فيها لقاءه في الموعد المحدد، وإلا هاجم البيت وجماعته. فلحق الابن بالموعد المفترض، وذهب مرفوقا بوالده وصديقه الذي كان يقود السيارة، وهم مدججين ببندقية صيد وأخرى مضخية وأسلحة بيضاء. ونزل الأب أولا من السيارة للتفاوض مع ''ح.ع''، غير أنه سرعان ما تطور الحديث بينهما إلى اشتباك بالأيدي، فنزل الابن من السيارة ليوجه عيارات نارية صوب ''ح.ع''، أصابته على مستوى القدم، ولم تنجح محاولات إسعافه في المستشفى. وفرّ ''س.ف'' من موقع الجريمة إلى وجهة مجهولة للتمويه عن الفاعل الحقيقي، قبل أن يسلم نفسه بعد إلقاء القبض على ابنه وشقيقه. وبعد أن بلغ الخبر رفاق ''ح.ع''، حاولوا الهجوم على بيت عائلة ''س''، وللدفاع عن البيت، وجه شقيق ''س.ف'' المدعو ''س.ع'' طلقات نارية أصابت ''ط.ع'' في الوجه، أردته قتيلا. وتمكنت الفرقة الجنائية بالمقاطعة الوسطى للشرطة القضائية، من استرجاع مجموعة معتبرة من الأسلحة البيضاء من عائلة ''س''، منها سيوف ورماح وسكاكين من الحجم الكبير وزجاجات حارقة (مولوتوف)، إضافة إلى بندقيتي صيد وأخرى مضخية. كما تم التوصل إلى بعض عناصر المجموعة التي حاولت الهجوم على البيت، منهم ''ر.م''، ''ل.ح'' وقاصر، ضبطت لديهم أيضا مجموعة من الأسلحة البيضاء، منها سيوف ورماح وبندقية صيد بحري، ولا يزال البحث جار عن 11 فردا من المجموعة، كلهم من ذوي السوابق العدلية، كما تم حجز 7 كيلوغرامات من المخدرات تعود للضحية ''ح.ع''.