فيما قَبِلَ الرئيس اللبناني ميشال سليمان استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وطلب منه الاستمرار بتصريف الأعمال، بادئا بمشاورات تشكيل حكومة جديدة، أعرب الاتحاد الأوروبي عن “قلقه” إزاء تدهور الوضع في لبنان. قال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية إن العماد ميشال سليمان تسلم اليوم السبت (23 مارس/آذار) كتاب استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وطلب منه الاستمرار في تصريف الأعمال ريثما يتم تشكيل حكومة جديدة. من جانبه قال ميقاتي اليوم إن الرئيس سليمان قبل استقالته، مؤكدا أن “المهم يبدأ الحوار وأن تنشأ حكومة إنقاذية في هذه المرحلة الصعبة”، ومشيراً إلى أن استقالته “نابعة من قرار شخص”. وأوضح أن سبب استقالته ” يعود إلى أن المواضيع متراكمة، فلا نية لإجراء الانتخابات، الأجهزة الأمنية إلى فراغ، لذلك قلت كفى أن نسمح بتجاهل القانون وإعاقة القيام بموجباتنا، فالموضوع لا يحتمل تأخيرا”. وقد تغرق استقالة ميقاتي لبنان، الذي يصارع بالفعل للتعامل مع تزايد أعداد اللاجئين من سوريا المجاورة وامتداد إراقة الدماء إليها جراء الصراع في سوريا في مزيد من الفوضى والغموض، قبل ثلاثة شهور من انتخابات برلمانية مزمعة. وتأتي استقالة ميقاتي أمس الجمعة (22 آذار/ مارس 2013) بعد اجتماع وزاري دام يومين ووصل إلى طريق مسدود جراء خلاف مع حزب الله. واعترض حزب الله على تمديد فترة مسؤول أمني كبير وتشكيل لجنة للإشراف على الانتخابات البرلمانية المقررة في لبنان والتي قد تتأخر الآن بسبب انهيار حكومة ميقاتي. وتشكيل حكومة تصريف أعمال يمكن أن يستغرق شهورا. واحتاج ميقاتي خمسة أشهر لتشكيل حكومته بعد أن أصبح رئيسا للوزراء في عام 2011 عندما أسقط حزب الله وشركاؤه حكومة الوحدة التي كان يرأسها سعد الحريري. لكن التوتر بشأن سوريا زج به الى خلاف مع الجماعة التي جاءت به الى السلطة والتي تؤيد بشدة معركة الرئيس بشار الأسد ضد المعارضة والمحتجين في سوريا. وحسب التوزيع الطائفي لتقاسم السلطة في البلاد فيجب أن يكون رئيس الوزراء مسلما سنيا وان يكون رئيس الجمهورية مسيحيا مارونيا وان يكون رئيس البرلمان شيعيا. قلق أوروبي من جانبه أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه لتدهور الوضع في لبنان بعد الاستقالة المفاجئة لحكومة نجيب ميقاتي. وفي بيان أصدرته على هامش اجتماع وزاري في دبلن، عبرت الممثل الأعلى للشئون الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون عن “قلقها لتدهور الوضع في لبنان بعد قرار رئيس الوزراء (نجيب) ميقاتي الاستقالة”. وأضافت أن “انعدام التوافق بين القوى السياسية في الحكومة ومجلس النواب أدى إلى مأزق خصوصا حول الانتخابات، فيما المشاكل الأمنية ما زالت ترخي بظلالها على استقرار البلاد”. وأشارت اشتون في بيانها إلى الأعباء، التي يرتبها على البلاد “وجود مئات آلاف اللاجئين” السوريين. لكن “اللبنانيين ما زالوا يبدون تضامنا ويقاومون” هذه الأعباء، كما قالت.