دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان يوم الخميس حكومة سعد الحريري المستقيلة إلى تصريف الأعمال الى حين تأليف حكومة جديدة بعد قبوله الإستقالة الجماعية ل 11 وزيرا الأمر الذي أدخل البلاد في "أزمة سياسية" جديدة أثارت قلق المجتمع الدولي. وذكر بيان للرئاسة اللبنانية انه ونظرا لكون الحكومة قد فقدت أكثر من ثلث أعضائها المحدد في مرسوم تشكيلها في نوفمبر من سنة 2009 أعلن الرئيس ميشال اليوم أن الحكومة مستقيلة داعيا إياها للإستمرار في تصريف الأعمال ريثما يتم تشكل حكومة جديدة. وحسب تقارير إعلامية فمن المقرر ان يدعو سليمان الى استشارات نيابية لتحديد اسم رئيس الحكومة المقبل من بين المرشحين لمنصب الرئاسة الذي يحظي بالعدد الأكبر من النواب على ان يكون حسب العرف من الطائفة السنية. وكان الوزراء المستقيلين معظمهم ينتمون الى "حزب الله" و"حركة أمل" التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري و"التيار الوطني الحر" بزعامة ميشال عون قد قدموا استقالاتهم في بيان طالبوا فيه الرئيس سليمان بتأليف حكومة جديدة. وجاءت إستقالة وزراء المعارضة بعد إعلان النائب ميشال عون الثلاثاء الماضي عن فشل المبادرة السورية-السعودية لحل أزمة القرار الاتهامي المنتظر صدوره وفقا لمصادر اعلامية عن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الذي تردد انه سيوجه الاتهام الى عناصر من حزب الله وهو ما يرفضه الحزب بشدة. وحرصا منها على مصير لبنان ووحدته أعلنت "كتلة المستقبل" النيابية التي يتزعمها سعد الحريرى إنفتاحها على حوارات يمكن أن توجد حلا لهذه القضية من دون أن تكون هذه الحوارات أو هذه الحلول على حساب المبادىء العامة التي يقوم عليها النظام اللبناني. وإعتبر رئيس "اللقاء الديمقراطي" اللبناني النائب وليد جنبلاط أن هذه الاوضاع ستدخل البلاد في مرحلة جديد. مؤكدا أنه ينسق الجهود مع سوريا التي شددت معه على أهمية الحوار الداخلي. ولم تثر الاستقالة الجماعية لأحزاب المعارضة في لبنان قلق ومخاوف الأوساط اللبناينة فحسب إنما خلفت ردود أفعال دولية مستنكرة لها وداعية إلى عقد محادثات بين الفرقاء لإحتواء الازمة. وأعرب في هذا الإطار الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اليوم عن قلقه من الوضع "الخطير" في لبنان ودعا اطراف النزاع الى الامتناع عن اي تحرك يمكن ان يؤدي الى مواجهة. مضيفا "لا نريد ان يعود لبنان الى نقطة البداية". وأضاف أن "الوضع سيء ومتوتر وخطير وعلينا جميعا عربا واوروبيين و أميركيين العمل للتوصل الى تسوية ما تبقى على امكانية تشكيل حكومة مستقلة في لبنان". ودعا موسى اطراف النزاع الى "تعليق اي تحرك وانقاذ لبنان لتجنب مواجهة مباشرة حتى نتمكن من التوصل الى تسوية". وبدوره دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان له الاطراف اللبنانية الى الهدوء والاستمرار في الحوار واحترام الدستور مبرزا أنه يراقب عن كثب التطورات المتلاحقة في لبنان في اعقاب انهيار الحكومة اللبنانية. كما حث الامين العام على "استمرار الحوار بين كافة الاطراف واحترام دستور لبنان وقوانينه" مجددا التأكيد على "دعمه الكامل للعمل المستقل للمحكمة الخاصة بلبنان". وهو الأمر الذي دعا إليه الإتحاد الاوروبي اليوم إذ ناشد الاطراف اللبنانية إلى حل تفاوضي لحل الأزمة في لبنان بعد إستقال وزراء المعارضة ما أدى إلى سقوط الحكومة التي يرأسها سعد الحريري. ودعت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون كافة الأطراف إلى العمل معا من أجل التوصل إلى "حل تفاوض للوضع الحالي" معتبرة أن "الحوار والاستقرار" أساسيان لمواجهة الأحداث لمصلحة الشعب اللبناني. وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن محاولة إسقاط الحكومة اللبنانية لتقويض المحكمة الدولية "لن تجدي نفعا" وأن عمل هذه المحكمة "سيستمر". وشددت الوزيرة الأمريكية على أن المحكمة التي تنظر خصوصا في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري "أنشاتها الأممالمتحدة ومجلس الأمن وتدعمها حكومات عدة من بينها حكومتي وعملها سيستمر". كما أعربت العديد من الدول العربية والاجنبية تأييدها ومساندتها للدولة اللبنانية وأهمية المحافظة على الوحدة الوطنية وأمن واستقرار هذا البلد.