قائد أفريكوم يجتمع مع أعضاء لجنة الأركان العملياتية في تمنراست
حلّ الجنرال كارتر هام، قائد القوات الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم"، أمس، بالجزائر، في زيارة إلى مقر لجنة الأركان العملياتية لدول الميدان، والتي تحتضنها الناحية العسكرية السادسة بتمنراست. وأبرزت هذه الزيارة من جديد، دور دول الميدان في منطقة الساحل بعد فترة من الجمود. وتكتسي زيارة كارتر هام، الذي يرافقه السفير الأمريكي في الجزائر، هنري إنشر، أهمية بالغة في هذا التوقيت الذي يشهد اشتداد العمليات العسكرية في المنطقة ضد الجماعات الإسلامية المسلحة في مالي، وهو ما يوحي أن الولاياتالمتحدة تعول على اللجنة المشتركة لدول الميدان في لعب دور أكبر في منطقة الساحل التي تعرف تطورات شديدة التسارع. وينتظر أن تخصص أجندة الزيارة لمسائل التنسيق الأمني بين دول الميدان والولاياتالمتحدةالأمريكية، عن طريق قيادة أركانها في إفريقيا، وإعادة تفعيل دور دول الميدان المشكلة من الجزائر وموريتانيا والنيجر ومالي، بعد فترة من الجمود عرفتها اللجنة العملياتية المشتركة، إثر الأحداث التي هزت المنطقة في السنتين الأخيرتين، خاصة تطورات الأوضاع في مالي. وبمناسبة الزيارة الرفيعة، أصدرت وزارة الدفاع الوطني بيانا مقتضبا أن اللواء نائب قائد الناحية العسكرية السادسة كان في استقبال الوفد بمطار تمنراست. وأوضح البيان، أن الزيارة سيتخللها “عقد اجتماع عمل بمقر لجنة الأركان العملياتية المشتركة بحضور ممثلي الدول الأعضاء بهذه الهيئة". وأضاف أن “الوفد الزائر تلقى عرضا وشروحات عن تنظيم ومهام هذه اللجنة التي أنشئت سنة 2009 وتضم الجزائر والنيجر ومالي وموريتانيا في إطار تعزيز علاقات التعاون العسكري والأمني بين هذه الدول". وتأتي زيارة هام، بعد أسبوعين من خطاب له مع لجنة أنظمة القوات المسلحة، بمجلس الشيوخ الأمريكي، عبر فيه عن قلقه الشديد من الجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة غرب إفريقيا، بعد أن فقدت الولاياتالمتحدة أربعة من رعاياها في حادثة الاعتداء الإرهابي على السفارة الأمريكية في بنغازي، ثم مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم تيڤنتورين في الجزائر. وأكد هام الذي سيترك مهامه لصالح الجنرال رودريغز بعد شهر، في نفس الخطاب قائلا “إن وقف انتشار هذه الجماعات يمثل أولوية مطلقة لقيادة أفريكوم، وفي نفس الوقت نحن مكلفون بالتركيز على الوقاية من خلال استراتيجية نشطة للغاية". ومعروف أن أربعة تنظيمات إرهابية رئيسية تنشط في منطقة غرب إفريقيا، هي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، وجماعة أنصار الدين المالية، إلى جانب جماعة بوكو حرام النيجيرية. واللافت أن اللجنة العملياتية المشتركة لدول الميدان منذ إنشائها في 2009، لم تكن بالفاعلية المطلوبة منها، وذلك بسبب خلافات ظهرت بين الدول الأعضاء، حول التدخل العسكري في مالي، حيث برز تباين كبير بين الجزائر وموريتانيا الرافضتين للتدخل العسكري، وبين النيجر والدولة المعنية بالتدخل مالي المؤيدتين له بشدة. ورغم مرور أربع سنوات على الوجود الفعلي للجنة الأركان العملياتية في تمنراست، إلا أن عديد المراقبين يرون أن ثمار هذا التنسيق المشترك لم تظهر على الأرض، بدليل فشلها في السيطرة على الجماعات المسلحة في منطقة الساحل، التي استطاعت في سنة 2012، أن تحتل ثلاثة أرباع مالي، دون أن تجد من يتصدى لها، وهو ما أعطى الذريعة في الأخير إلى التدخل العسكري الفرنسي في مالي، في وقت كان من صلب أهداف تأسيس اللجنة المشتركة صد الأبواب أمام التدخل الأجنبي.