عبرت 17 عائلة تقيم بشكل مؤقت بإكمالية بلدية صوحان بولاية البليدة عن تذمرها، من جراء تأخر إتمام مشروع 40 سكنا اجتماعيا الذي كان من المنتظر أن يسلم في ظرف وجيز، إلا أن أشغاله تعطلت إلى يومنا هذا لتستمر معها معاناتهم وتطول لسنتين متتاليتين، حيث تحولت إقامتهم المؤقتة إلى إقامة دائمة اضطرتهم إلى التأقلم مع الظروف الصعبة التي يعيشون فيها بالإكمالية رغم مرارتها، حيث أن معاناتهم تزيد مع حلول كل فصل شتاء نظرا لبرودته في مثل هذه المناطق، حيث يضطرون إلى تحمل هذا الفصل بإمكانيات ضئيلة وسط جدران الإكمالية المؤسسة أصلا للتدريس وليس للإقامة، حيث أنهم يطلعون يوميا على هذا المشروع ويأملون أن يستيقضوا في يوم من الأيام على ترحيلهم إلى سكنات لائقة توفر لهم شروط العيش الكريم· هذا وفي سياق متصل، أكد المقاول المسؤول عن المشروع في حوار له مع ''البلاد''، أنه لاتوجد أي مشاكل مع ديوان الترقية والتسيير العقاري فيما يخص تخليص الفواتير في أوانها، مرجعا سبب تأخر المشروع إلى التساقط الغزير للأمطار الذي تعرفه هذه المنطقة وتضاريسها الوعرة التي تعيق إتمام المشروع في وقته المحدد· ومن جهة أخرى تتسبب العزلة التي تعرفها المنطقة وكذا نقص المرافق الترفيهية في رفع أجور عمال المشروع إلى الضعف، حيث تعرف المواد الغذائية في المنطقة غلاءًا شديدًا وخصوصا بعد غلق الطريق الوطني رقم 8 الذي زاد من عزلة المنطقة، ويشبه غالبية عمَّال المشروع المنطقة بالسجن المؤبد، حيث أنهم يطالبون بضعف أجور العمال بالمناطق الأخرى، وقد يصل الأجر اليومي للعامل الواحد إلى 1200 دج لليوم الواحد· ورغم هذا الأجر، إلا أن غالبيتهم سرعان ما يسأمون ويتركون العمل مما يضطر المقاول إلى البحث مجددا عن عمال آخرين، وأضاف نفس المصدر أن أسعار شاحنات الحصى في صوحان تفوق 30 ألف دج أي ضعف السعر في المناطق الأخرى وكذلك يرفض غالبية سائقي الشاحنات جلب كميات كبيرة من الإسمنت للمشروع، مما يجعلها غير كافية للمضي بسرعة في الأشغال، حيث أن سواق الشاحنات الكبرى يتخوفون من السياقة على الطريق الاجتنابي ''د'' لصعوبته، والقلة منهم الذين يقبلون بالفكرة يرفضون الحمولة الثقيلة وفي نفس الوقت يطالبون بأسعار مضاعفة· ومن جهته وعد المقاول المكلف بالمشروع بإتمامه في شهر ديسمبر المقبل·