توعد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في كلمة ألقاها بالقصر الجمهوري بقرطاج، على هامش تسلمه أول صك من الأموال المنهوبة في الخارج، كل من يعتمد “التطاول” على دولة قطر. وقال إن كل من يقدم على ذلك عليه “أن يتحمل مسؤوليته أمام ضميره قبل تحملها أمام القانون”، مضيفا أن “دولة قطر دفعت مبالغ طائلة من أجل تمكين تونس من الحصول على أول دفعة من الأموال المهربة”. وكانت وسائل إعلام تونسية توجهت بانتقادات شديدة ضد دولة قطر، بل إنها وصلت إلى “حد اتهامها بالتدخل في الشأن التونسي”، ومساندة كل من حركة النهضة الإسلامية الحاكمة وكذلك الرئيس المرزوقي. كما توجهت وسائل الإعلام بالنقد الشديد للرئيس التونسي على مواصلة الكتابة في موقع يصدر من قطر، واعتبرت أن ذلك لا يجوز “أخلاقيا”، وأن الرئيس مطالب “بواجب التحفظ”، وهو ما يمليه عليه موقعه في أعلى هرم السلطة. وشنت جريدة “الشروق” اليومية التونسية “حملة على قطر”، حيث خصها الكاتب الصحافي ورئيس التحرير، عبدالجليل المسعودي، بسلسلة مقالات في 7 أجزاء، آخرها نشر أول أمس. ويذكر أن بعض الناشطين في أحزاب معارضة تونسية قاموا خلال الأسبوع الماضي بإشعال النار في العلم القطري، بعد المشاركة في تظاهرة رفعت فيها شعارات ضد قطر واتهمتها بالمشاركة في اغتيال المناضل اليساري شكري بلعيد. ودفعت الواقعة السفارة القطرية في تونس إلى إصدار بيان نفت فيه وجود أي علاقة للدوحة بجريمة اغتيال بلعيد، وأعربت عن استغرابها لما وصفتها ب”الحملة الممنهجة” من قبل البعض لحشر قطر في هذه القضية. من ناحية أخرى، قال مصدر أمني إن شخصا قتل وأصيب آخرون في مواجهات بين الشرطة وسلفيين الخميس حاولوا الهجوم على مركز أمني في مدينة هرقلة جنوبي العاصمة التونسية، في أحدث توتر أمني بالبلاد. وأوضح المصدر الأمني أن الشرطة أطلقت الرصاص وقتلت شخصا واحدا بينما أصيب آخرون بجروح. وأضاف أن مئات “السلفيين” حاولوا الهجوم على مركز الشرطة وإحراقه مستخدمين قنابل الغاز والعصي احتجاجا على منع الشرطة “سلفيين” هاجموا بائعي الخمر في المدينة الساحلية.