قالوا "مرة أخرى.. أربعة ملتقيات في مدة وجيزة.. هذا كثير" أوليفييه فانون: والدي تنبأ براهن إفريقيا منذ عشرين سنة لمين بشيشي: فانون كان داعما للثورة الجزائرية وذكرياتي معه لا تنسى افتتحت بالمكتبة الوطنية صباح أمس أشغال الدورة الرابعة للملتقى الدولي حول الطبيب والمناضل "فرانتز فانون" الذي ينظمه المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، وذلك بمشاركة 14 دولة عربية وأجنبية هي تونس ومصر وكندا وباكستان والغابون وجنوب إفريقيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والكونغو والسنغال وأمريكا ممثلة بباحثين ومختصين يناقشون على مدار ثلاثة أيام موضوع "إفريقيا اليوم وفانون". وكان لنجل الراحل "أوليفييه فانون" أن تحدث عن علاقة والده بإفريقيا وتنبئه لراهن "القارة السمراء" وما جاورها من خلال تحاليله وكافة "السيناريوهات" التي وضعها منذ عشرين سنة، فقال "هل فانون مازال حيا؟ أترككم تحكمون.. فالأفارقة، وإن وصلوا إلى سن متقدمة، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى دخول التاريخ فهم بحاجة إلينا.. من واجبي أن أحفز أصدقائي في مارتنيك مسقط رأس والدي وأقول لهم إننا نفكر بهم دائما". إلى جانب حديث "أوليفييه" عن والده؛ تتالت الشهادات حول شخصية الرجل موضوع الملتقى الذي اعتبر مصير إفريقيا مقاما جوهريا فأخذت تجربته وفكره في التوسع بداية من "المارتنيك" ثم الانفتاح على فرنسا، حيث تجلت ثورته ضد العنصرية والنازية؛ وصولا إلى اكتشافه الجزائر كطبيب نفساني ومناضل. في السياق ذاته، سرد الوزير السابق لمين بشيشي جزءا مهما من ذكرياته مع "فرانتز فانون" التي جمعتهما عام 1957 من خلال يومية "المجاهد" التي كتبا فيها رفقة العديد من الأسماء؛ فقال إنه كان رجلا داعما للثورة الجزائرية، خصوصا اللاجئين، مضيفا "أعتقد أن رضا مالك المتواجد معنا اليوم أقدر مني على الحديث عن هذا الرجل الذي يبعث وجهه على الهدوء والاطمئنان.. ذكرياتي لا تزال حية عن تلك الفترة التي عايشته فيها دون أن أنسى ما كتبه الراحل مصطفى تومي عن فانون في كتابه من أجل إفريقيا". من ناحية أخرى، تحدث منسق أعمال اللجنة التحضيرية للملتقى عمر لرجان عن استغراب عدد من الباحثين الجزائريين من تنظيم ملتقى رابع يتحدث عن "فرانتز فانون" بقولهم "مرة أخرى هذا كثير.. أربعة ملتقيات في ظرف بضع سنوات.. هذا كثير"، فيما اعتبر البعض الآخر منهم، حسبه، أن هذا استدراك ورد اعتبار ل"فانون" الذي نسيته الجزائر لسنوات، مضيفا "ولكن هذا غير صحيح.. كانت هناك ملتقيات في سنوات الثمانينيات، وهناك مقالات لرئيس الحكومة الأسبق رضا مالك.. لذا هناك عمل كبير ينبغي فعله فلقد أدركنا أهمية فانون مؤخرا الذي كانت شعوب إفريقيا داخل فضاءاته عندما تفجرت مبكرا بالتمرد على أوضاع تمس الكرامة والوضع الإنساني الذي شغل المناضل الراحل"، على حد تعبيره.