تشكل الشاحنات الثقيلة مصدر قلق جاد بالنسبة لسكان حي "أس.أن.تي.بي" (شرق) بالدار البيضاء، ومعه زال الهدوء الذي اعتاد عليه السكان. كما أدى مرور الشاحنات إلى تدهور خطير للطرقات، ومع مرور الوقت، تحول الحي الحديث النشأة، إلى منطقة تمارس فيها كل أنواع التجارة الفوضوية، وتلجأ الشاحنات الثقيلة إلى احتلال الطرقات والأرصفة وتتسبب في عرقلة حركة المرور، برغم النداءات التي وجهها السكان إلى مصالح البلدية لمنع الشاحنات من دخول الحي. ولا يبالي سائقو الشاحنات لا بقدرة الطرقات على تحمل الوزن الثقيل ولا بالازدحام الذي يتسببون فيه في ضوء ضيق الطرقات، خاصة أن أصحاب الشاحنات يلجأون إلى الركن لساعات طويلة على حافة الطرقات نهارا وليلا. ومع مرور الوقت، ظهرت حفر كبيرة في كل الأماكن على مستوى الطرقات، كما لا تعير الشاحنات أي اهتمام لعامل السرعة عند مرورها بالطرقات، فتعرض حياة المواطنين للخطر، خاصة الأطفال عند توجهم وعودتهم من المدارس بصورة دائمة، في ظل عدم وجود ممهلات، ووسط غياب كلي لإشارات المرور والأمن لفرض احترام القانون. وما يزال السكان يحتفظون بذكرى سيئة عن وفاة طفل بالحي، بعدما صدمته شاحنة، وهو عائد من المدرسة. برغم الضمانات التي تلقاها السكان من المصالح الأمنية بمنع مرور الشاحنات الكبيرة التي تنقل الحاويات، إلا أن السائقين ما زالوا يتمادون في تجاهل أبسط قواعد المرور، كما لا يهتمون بتحذيرات السكان، وسط شجارات واشتباكات يومية تحدث بينهم. وقد أدت الفوضى في التجارة التي يمارسها الباعة إلى تحول الحي إلى شبه مفرغة، لا يتم فيها احترام أدنى شروط النظافة. كما ذكر السكان في رسالة وجهوها ل"البلاد" أن سلطات البلدية والمصالح الأمنية المحلية مطالبة بفرض احترام القانون وجعل الحي مكانا تحترم فيه الحياة الكريمة للمواطنين، لاسيما في ضوء غياب المساحات الخضراء وغياب التغطية الأمنية وإشارات المرور. ووجه السكان نداء إلى السلطات المحلية، لتحسين المحيط بمنع تحول حيهم إلى مجرد مرقد. وزيادة على ذلك، أصبح قلق السكان متزايدا بسبب لجوء أصحاب بعض المستودعات إلى تخزين سوائل خطيرة سريعة الالتهاب دون مراعاة قواعد السلامة والأمن، حيث عبر هؤلاء عن خطر حدوث حرائق تكون نتائجها كارثية.