الوجه التاريخي بشير بومعزة انتقل إلى رحمة الله، ومستويات عليا قررت أن تكرّم جثمان الفقيد بإضفاء الرعاية السامية على جنازته.وما فقده العجوز في أرذل العمر حينما أشهر بعض المتزلفة مسدساتهم في وجهه خدمة ''للطالح'' العام، استفادت منه جثته بعد موته، فها هي الدولة الرسمية تعطي جولة لجثمان من دفنه الرفاق حيا وبعدما مات تدافعوا ليعلقوا له العراجين تكفيرا عن ذنب أن العجوز هلك وفي حلقه غصّة ومرارة لن يُحلّيها لا عرجون ولا حتى واحة تمر. رحل العجوز وخلف وراءه قصة عن نكران الأصدقاء وحجود الخلان واضطهاد الأقربين، وآخر ما دونت يدا الشيخ المرتعشتان مذكرات عن ''عميمور'' كبير قزّمته عبارات خلفها بومعزة وراءه في دفاتر لا تنطق عن هوى عرت ملامح وهوية من هو ''المعمّر'' ومن هو ''عميمور'' الذي نال الشرف الكبير في الانتصار على عجوز كان هو البحر في تاريخه ومواقفه وهدير أمواجه، ورغم ذلك لقى مصرعه على يد ''المعمرين'' بمجلس اللمة..بومعزة الذي غدرتم به فغادركم غير آسف على فراقكم، لم يسع ولم يكن محتاجا يوما لتمرة تسيل لعابه وتسلي مذاق حياته، لذلك فإن مبادرة العرجون المعلق على قبر من كان سيد نفسه، تحتاج إلى إسناد كما تحتاج إلى فتوى تجيزها وتحدد موقعها من تناقض أن جثة هذا الماثلون أمامه في خشوع وتأثر وحزن مصطنع، قد تم اضطهاد وقهر صاحبها حينما كان في جسد الهالك بقية من أنفاس عزيز قوم ذل عن سبق ''إعصار'' وترصد..