أبدى رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، سمير زاهر في حوار لقناة نايل سبور المصرية، ثقته بفوز منتخب مصر على منتخب الجزائر يوم 14 نوفمبر الجاري والوصول لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا العام المقبل، بعد أن حقق الجيل الحالي إنجازات تاريخية خلال السنوات القليلة الماضية، مشيراً إلى أنه من الظلم لهذا الجيل من اللاعبين عدم مشاركته في المونديال، وقال إن حالة التوتر والاحتقان بين الجماهير المصرية والجزائرية سببه رغبة كل جمهور في رؤية منتخب بلاده في كأس العالم، وأن هذا الاحتقان تاريخي بين دول شمال إفريقيا الخمسة وليس بين مصر والجزائر فقط، وأن المنتخب الجزائري سيلقى أفضل معاملة في مصر ولن تتم المعاملة بالمثل. .وأشار رئيس الإتحاد المصري لكرة القدم إلى أن وسائل الإعلام في مصر والجزائر لعبت دورا رئيسيا في زيادة حدة التوتر بين الجماهير، ولكن هذا الاحتقان سينتهي بنهاية المباراة في ظل العلاقات القوية على المستوى السياسي، وأكد ثقته في وعي الجماهير المصرية خلال اللقاء وأنها استوعبت درس ''طوبة زيمبابوي.'' ما هي أسباب التوتر الموجود في الشارعين المصري والجزائري قبل لقاء الفراعنة والخضر؟ أستطيع أن أفسر الحالة المصرية بوضوح وألخصها في أن الجماهير المصرية تنتظر بفراغ الصبر إعلان تأهل منتخبها لنهائيات كأس العالم رسميا مساء الرابع عشر من نوفمبر وكرة القدم هي الشيء الوحيد الذي يتفق عليه الجميع في الشارع المصري، بعد أن اختلف على كل الأمور السياسية وحتى الدينية، ولكن هناك اتفاق عام على ضرورة الفوز على الجزائر وهو ما يضع مسؤولية كبيرة على منتخب مصر في هذا اللقاء الحاسم والحساس. ألا تجد تفسيرا مقنعا لحالة الاحتقان بين الجماهير في شمال إفريقيا؟ عندما أنشأنا اتحاد شمال إفريقيا كنا نبحث عن طريقة لإزالة حالة الاحتقان بين الجماهير في تلك البلاد، وأن تتأكد الجماهير أن كرة القدم فيها فوز وهزيمة وتعادل، ولكن للأسف لم يغير هذا الاتحاد من هذه الحالة شيئا وبقي الوضع على ما هو عليه، وما أؤكد عليه أن حالة التوتر تنتهي بنهاية المباراة لأن العلاقات متميزة على المستوى السياسي. هل ترى أن وسائل الإعلام لعبت دورا مؤثرا في زيادة حدة الاحتقان والتوتر؟ التوتر بين دول شمال إفريقيا ''تاريخي'' موجود منذ زمن طويل وهو ليس وليد اللحظة أو بسبب لقاء هام بين مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم كما قد يتصور البعض. كما أن هذا التوتر ليس موجودا بين مصر والجزائر فقط، بل موجود بين كل دول شمال إفريقيا، وهو ما قد تجده في لقاءات تونس والمغرب أو الجزائر وليبيا أو مصر والمغرب وهكذا، ولكن أعترف أن زيادة وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة زاد من حدة هذه الحالة. كما أن مواقع الإنترنت لعبت دورا كبيرا في زيادة حالة الاحتقان، ففي كل يوم نصحو على مصيبة كبيرة بسبب منتديات الإنترنت، وبكل أسف فقد جرت وسائل الإعلام في مصر والجزائر وراء المنتديات. كيف ترى فرص منتخب مصر في لقاء الجزائر؟ أنا مطمئن بدرجة كبيرة لحالة المنتخب المصري قبل اللقاء الهام والحاسم، خاصة وأن الخبرات كبيرة بين صفوف منتخبنا وهو ما يمنحنا الأفضلية، بالإضافة إلى المساندة الجماهيرية الكبيرة في ملعب القاهرة كما عودنا جمهور مصر الكبير. ألا ترى أن فوز مصر بفارق ثلاثة أهداف أمر صعب؟ التاريخ يقول إن منتخب الجزائر لم يسبق له الفوز على منتخب مصر في أي لقاء داخل مصر على كل المستويات، وهو ما يمنحنا ثقة أكثر، كما أن فوز مصر على الجزائر بفارق ثلاثة أهداف ليس أمر مستحيلا، ثم لماذا لا نكرر فوزنا بخمسة أهداف كما سبق في تصفيات كأس العالم عام 2001 في ملعب القاهرة، والفريق الحالي لمنتخب مصر قادر على تحقيق ذلك، ولكن ما أكدت عليه للاعبين هو أننا يجب أن نبحث أولا عن الهدف الأول وليس الثالث. ما هو أهم شيء لاحظته في استعدادات منتخب مصر للقاء الجزائر؟ لا أرى شيئا جديدا، فالالتزام داخل الفريق موجود دائما قبل المواجهات الكبيرة، فما رأيته في معسكر منتخب مصر حاليا سبق وأن رأيته خلال بطولتي كأس الأمم الأفريقية 2006 في مصر و2008 في غانا، ورأيت ثقة كبيرة في عيون لاعبينا وجماهيرنا، لأن هذا الجيل من اللاعبين حقق لمصر إنجازات كبيرة سيذكرها التاريخ، ومن الظلم لهذا الجيل ألا يصل لنهائيات كأس العالم بعد أن حقق بطولتين متتاليتين لأمم إفريقيا. أستطيع أن أجزم أن منتخب مصر الحالي ساهم بدور كبير في زيادة الشعور الوطني بين الجماهير، فمنذ عام 2006 والعلم المصري موجود بين أيدي الجماهير في الشوارع وزادت نسبة مبيعاته بدرجة كبيرة، ولو نجح منتخب مصر في التأهل لنهائيات كأس العالم سيكون شيء جميل، ولهذا فقد انضممت لمعسكر المنتخب لحل أي مشكلة طارئة لدرجة أنني لا أنام سوى أربع ساعات في اليوم بسبب حالة القلق التي أشعر بها. ما رأيك في خطاب الفيفا الأخير للاتحاد المصري لكرة القدم وتحذيره من أي تجاوزات؟ البعض ضخم من أمر وأهمية هذا الخطاب، والبعض تصور أن هذا الخطاب أرسل خصيصا للاتحاد المصري، ولكن الحقيقة أن نسخة أخرى من هذا الخطاب أرسلت أيضا للاتحاد الجزائري، وهو إجراء روتيني يتم من قبل الفيفا، كما أن هذا الخطاب ليس فيه تهديد أو تحذير، كما قال البعض. ولكن البعض يخشى من تهور الجمهور المصري خلال اللقاء؟ أثق في وعي الجماهير المصرية في هذا اللقاء الهام وأنه سيلعب دورا كبيرا في الفوز ووصولنا لنهائيات مونديال جنوب إفريقيا، وأنه لن يخرج عن النص حتى لوتعرض لاستفزازات الجماهير الجزائرية في الملعب، خاصة وأننا مازلنا نتذكر واقعة الطوبة الشهيرة في لقاء زيمبابوي عام 1993 في تصفيات كأس العالم، وإعادة المباراة في مدينة ليون الفرنسية والتي كانت السبب الأول وراء خروج منتخب مصر من التصفيات وحرمانه من التأهل لنهائيات كأس العالم بأمريكا عام .94 بعض الجماهير المصرية ترى أن المسؤولين في مصر يجب أن يعاملوا منتخب الجزائر بنفس الطريقة التي عومل بها منتخب مصر في الجزائر، فما رأيك؟ رغم المعاملة غير اللائقة التي عومل بها منتخب مصر في الجزائر، وعدم قدرة اللاعبين على النوم ليلة المباراة بسبب حالة الصخب و''كلاكسات'' السيارات في الشوارع المحيطة بالفندق الذي أقام فيه المنتخب المصري وتعرض عدد من أعضاء البعثة للتسمم، إلا أن مصر لن ترد بنفس المعاملة، وسيجد المنتخب الجزائري كل المساعدة في مصر، فقد ساعدت رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة على الوصول لأفضل مكان لإقامة منتخب بلاده في مصر، وعرف أماكن تدريب منتخب الجزائر خلال وجوده في مصر هناك تخوف بين الجماهير المصرية من عدم حصولها على تذاكر للمباراة؟ شكلنا لجنة خاصة داخل الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة محمود طاهر، عضو المجلس، للإعداد للمباراة، واتفقت تلك اللجنة على طريقة طرح تذاكر المباراة للبيع وخصصنا منافذ عديدة، ولكن في نفس الوقت أؤكد أن الحصول على تذكرة اللقاء سيكون أمرا صعبا في ظل حرص الجميع على حضور المباراة في ملعب القاهرة، وأن التذاكر ستباع فور طرحها للبيع ولا نستطيع أن نفعل شيئا أمام ذلك، اللهم إلا إذا كانت سعة ملعب القاهرة تستوعب ملايين المصريين الحريصين على مؤازرة فريقها.