- مواقف الأسير متطرّفة وندعو "حزب الله" إلى تصحيح وجهته العسكرية حاليا نحو "إسرائيل" حاورته/ فاطمة حمدي يخوض القيادي في "حماس" الفلسطينية، صلاح بردويل، في هذا الحوار الذي جمعه ب"البلاد"، في تفاصيل تدخل الحركة في احتواء التخوف من خوض اللاجئين الفلسطينيين في الأحداث التي يعيشها الجنوب اللبناني، مشيرا إلى أن حماس لن تدخل بمظاهر التسلح في الأراضي اللبنانية، وإنما ستحاول احتواء الوضع بالحوار مع أهالي مخيمات عين الحلوة. ويتحدث البردويل، عن موقف حماس من تدخل حزب الله في الأزمة السورية، مشيرا إلى أن العدو الصهيوني هو المستفيد الوحيد، من انشغال الحزب بالداخل السوري. وتأسف محدثنا مما اعتبره بالفوضى الحاصلة في صيدا، مشيرا إلى أن جماعة الأسير "السلفية"، تبنت التطرف في معركتها الأخيرة ضد الجيش اللبناني. - تتهم بعض الجهات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بالتدخل في الأزمة الأخيرة التي شهدتها منطقة صيدا بالجنوب اللبناني، هل لكم أن تنفوا أو تؤكدوا لنا هذه الاتهامات؟ فلسطين أصبحت أكثر قوة من ذي قبل وذلك لتوحد فصائلها، كقبضة واحدة، من خلال لم شمل فصائلها، ونحن كحركة في سعي دائم للحرص على عدم تدخل اللاّجئين الفلسطينيين أينما كانوا في أي شؤون داخلية لأي بلد كان، نحن نأسف كثيرا لما يحصل في الشقيقة لبنان من أحداث وفوضى، ونحن ضد كل من يساهم في خلق الفتنة في أي بلد عربي، خاصة بعد اتهام لاجئين مؤخرا في العديد من المناسبات الأليمة، نحن في محاولة دائما لتوعية اللاجئين أينما كانوا بعدم المساس بالشؤون الداخلية للبلدان التي تأويهم، وأستطيع أن أؤكد لك أنه هنالك إجماع لدى الفلسطينيين، بضرورة عدم التدخل في الشأن اللبناني، وكذا السوري، الأمر الذي أكده خالد مشعل للحومة اللبنانية، في اتصال هاتفي أمس ، أن اللاجئين لا علاقة لهم لا من قريب ولا بعيد بالمجريات في البلدين. - ماذا تتوقعون في الفترة المقبلة، للأزمة اللبنانية، خاصة أنها بدأت تأخذ مجرى جديد مع المشادات الأخيرة لعناصر الجيش أو بطريقة أخرى ما قراءتكم لتداعيات معركة عبرا الأخيرة بعاصمة الجنوب اللبناني؟ التركيبة اللبنانية، معقدة وهشة، بحكم ثراءها، وتنوع الأديان، والتوجهات، والطوائف فيها، وبالتالي أي فتيل صغير قادر على إشعالها، وكلنا نتذكر الحرب اللبنانية الأهلية، وما انجر بعدها وخلالها من أحداث ما أودى بالبلد في بحر من الدماء، حينما يقتل اللبناني شقيقه اللبناني، ويعيش الوطن مأزق لا مخرج له، كل هذا ينجلي تحت عنوان الفتنة الطائفية، وهذا ما يخيف في الشقيقة لبنان. فتيل صغير قادر أن يقلب الموازين في هذا البلد الذي لا نتمنى له إلا الخير، أدعو الجميع في هذه الحالة إلى التعقل و ضرورة الأخذ بعين الاعتبار وضع المنطقة المتأزم، ومراعاة أن استقرار دولة يتطلب حكمة شعب، ولا شيء يأتي من الفراغ، فما أسهل الهدم، وما أصعب أن نبني وطنا أخذ الدهر منه أجمل سنونه. - نعود للحديث عن الإعلان الأخير لحركة حماس، التي تبنّت تطويق مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.. أولا ماذا تعني حماس بالتطويق، وهل يرمي هذا إلى التدخل العسكري في الأراضي اللبنانية؟ أبدا، حماس لم ولن تكون لها مظاهر تسلح خارج الأراضي الفلسطينية، مهما كان السبب، ومبدؤنا في عدم التدخل في شؤون الدول واضح، وصريح. ما أعلنت عنه الحركة ما هو إلا التطويق المعنوي، ومحاولة توعية اللاجئين في المخيمات اللّبنانية، بعدم التدخل مهما حدث، سنطوق الأزمة ولن نطوق المخيم، وهذا ليس جديد علينا، بحكم السمعة والصيت الذي شغلته الحركة ليس في فلسطين وحسب وإنما في العالم العربي ككل، حيث وجدت لنفسها مكانا محترما على الساحة السياسية، وساحة المقاومة، في فلسطين، كما أن عقائدها واضحة تماما، تتماشى وتطلعات الشعب الفلسطيني التواق إلى الحرية، الذي يسعى إلى استرجاع أراضيه بالضفة الغربية و ال48، وغيرها، إن الشعب الفلسطيني أينما حل سواء في الأراضي المحتلة أو القطاع، أو حتى في اللجوء يحاول البحث عن أرضه، التي تسكنه، ولا يهتم بما يحصل في الدول المجاورة، غير التمني لها بالانفراج وقت الضيق، كالذي يعيشه لبنان في الوقت الجاري. - ما هو موقف حركة حماس من حزب الله، بعد دخوله مؤخرا في سوريا، عسكريا ووقوفه إلى جانب النظام، في ظل رفضكم القاطع للتدخل في الأزمة السورية؟ من المعروف أن الحركة لم تعد مجرد مجموعة صغيرة، بل هي كيان له تأثيره عربيا ودوليا، وكلمته مسموعة، وأصبحت جزء لا يتجزأ من المشهد العربي العام، وموقفها من الأزمة السورية إلى الآن والكل يشهد بذلك موقفا محايدا تماما، ونحن نطالب كل المتدخلين في هذه الأزمة بالانسحاب منها، لتركها لأهلها، وكما يعلم الجميع فمن مصلحة الحركة، أن تبقى على علاقات طيبة ما كل الأنظمة العربية، أو الدولية بشكل عام، والنظام السوري أحد هذه الأنظمة، ولكن منطقيا، وحسب الأخلاق التي تسير وفقها حماس لا يمكن مقايضة مصلحة الحركة بحرية الشعب السوري، فنحن مع حرية الشعوب في اختيار حكامها، وضد كل الدكتاتوريات، وفي نفس الوقت، لم ولن نتدخل في شأن الداخلي لسوريا، وحتى مع المعارضة لن نتدخل ، يعز علينا أن نخسر مبادئنا. أما عن موقفنا من حزب الله، فنحن نصحناه، في أكثر من مناسبة بالتنحي جانبا، دون التدخل ولكن دون جدوى، نصحناه بتجنب الصدام، ولا جدوى، إن تدخل حزب الله سيؤثر سلبا على العلاقات الإسلامية الشيعية السنية، وسيدخلنا في مشاكل نحن في غنى عنها، نحن بحاجة للالتحام لمواجهة هذه الموجة العاتية من الأزمات المتلاحقة في المنطقة، دون أن ننسى قضيتنا الأولى، وعدونا الأوحد "إسرائيل". لا نريد لحزب الله أن يبتعد عن مقاومة العدو الصهيوني الذي يخشاها أيما خشية، وهو بلا شك في هذه المرحلة سعيد، لأن وجه حزب الله، ولي نحو قبلة أخرى. - من المعروف أن توجه حركة حماس إسلامي، ما موقفكم من أحمد الأسير خاصة أنه ممثل التيار الإسلامي السلفي في لبنان، وخاصة بعد استثارة الوضع الأمني بصيدا؟ صحيح، توجهنا إسلامي، وأهدافنا واضحة، ومواقفنا أوضح، على ما أظن في الساحة العربية، نحن مع استقرار الوضع في لبنان، وضد التطرف تماما، والنّعرات المذهبية نحن ضدها، وحزينون لما يحدث في لبنان بسبب هذا التطرف الذي اتسمت به مواقف الأسير الأخيرة.