تعكف مفتشية التربية والتعليم الابتدائي بالمقاطعة الثانية بالأغواط على تنشيط سلسلة من الندوات والدورات التكوينية لفائدة أساتذة ومعلمي اللغة العربية من أجل إرساء قواعد الإصلاح التربوي ومسايرة الرهانات المطروحة على الساحة التعليمية للنهوض بالقطاع التربوي وفق منهجيات متطورة تضمن بلوغ الكفاءة المستهدفة ولعل من بينها الوضعية التعليمية والوضعية الإدماجية. وكللت المجهودات المبذولة بتحقيق نجاحات بلغت مرحلة الخروج من التنظير القديم إلى تحقيق المقاربة الجديدة من كفاءة وكفاية، وفي هذا الإطار أكد مفتش المقاطعة الثانية عمر الشطي أن العملية لقيت تجاوبا واستحسانا كبيرين من قبل الأساتذة والمعلمين، حيث انبثقت عن جملة من الأهداف المسطرة ضمن المشروع البيداغوجي للمقاطعة ومنها الحرص على تغيير الممارسة البيداغوجية لكل من المعلم والمتعلم داخل القسم بما يتماشى ومقاربة التدريس بالكفاءات، خاصة وأن الإصلاحات الجديدة التي تبنتها الجزائر منذ 2003 ترتب عنها تثبيت دعائم الإصلاح التي قد تصطدم بواقع مرير يشف عن ممارسة كلاسيكية بعيدة كل البعد عن الأهداف المتوخاة من الإصلاح التعليمي وديداكتيكياته المطروحة للانتقال من التدريس بالأهداف إلى الكفاءات، في مواجهة محتدمة بين الحقيقة والواقع حيث يبقى تلقين المعارف رائدا مما يجعل المسافة شاسعة بين المدرسة والواقع يظل التلميذ فيها مجرد مستهلك للمعارف، والجهد الأوفر فيها للمعلم بنسبة تزيد عن ال 90% بعكس إرادة الإصلاح التربوي، ربما قد يكون حسب ذات المتحدث لصعوبة الفعل التربوي وما يقابله من واقع اختلفت أنماطه وبخاصة في اعتماد الآليات والصيغ الجديدة واحتدامها بزخم من المفاهيم المستوردة. ويضيف المفتش أنه لتذليل الصعوبات بات من الضروري تقريب تلك المفاهيم من المعلم بالتكثيف من الندوات التربوية الداخلية منها على مستوى كل مؤسسة وأخرى خارجية موحدة وفق رزنامة تستهدف كل المستويات والأطوار مع إشراك بعض النشطاء من أساتذة ومعلمين في عملية التأطير بقصد تفعيل دور الخلية التربوية المنشأة منذ بداية السنة الدراسية المنقضية للمساهمة في تذليل الصعوبات، وإعطاء العملية أكثر فعالية وذات مردودية أوسع، كما تم إنشاء قسم للتجارب بمدرسة العربي التبسي تمارس فيه عملية تطبيق الوضعيات المستنبطة. وفي السياق ذاته ارتأى ذات المسؤول إنتاج شريط مصور لعملية تطبيقية تتضمن وضعية إدماجية تتعقبها دراسة مستفيضة للوقوف على سلبياتها والأخذ بالإيجابيات التي قد تساهم في تكوين المعلمين وتعود بالنفع على المتعلمين. المنتوج الجديد يعكس مجريات حصة موجهة من طرفه حول كيفية تسيير حصة نشاط الإدماج التي نشطها الأستاذ الطاهر اشريقن بمدرسة أحمد نويوة في حضور بعض ممثلي الصحافة المكتوبة والمسموعة تتمحور حول موضوع الماء انطلاقا من نشاط بالساحة وانتهاء بزيارة ميدانية قادت بعض التلاميذ المرفوقين بمعلمهم ومدير مدرسة النبق مبروك إلى مديرية المؤسسة الجزائرية للمياه، حيث كان في استقبالهم مدير المؤسسة أحمد بن إدريس الذي قدم لهم نبذة عن بعض نشاطات المؤسسة ليختتم لقاءه بهم بتعليق منتوجهم الكتابي على لوح الإعلانات كما قدم لهم بعض الهدايا المتواضعة ودعوة لحضور الاحتفال السنوي بالماء المصادف ل 22 مارس. وفي كلمة للصحافة قال ابن إدريس إن هذه الزيارة تعد سابقة من نوعها تغلب على كل الأيام التحسيسية التي تبذلها الدولة للتوعية بأهمية الماء والمحافظة عليه ليربو هؤلاء البراعم عن أن الماء ضرورة لاستمرار الحياة مشيرا إلى أن حروب المستقبل ستنشب عن نزاعات على الماء وأنه على استعداد لتقريب مصالح إدارته من المؤسسات التربوية قصد تعميم الفائدة والمساهمة في تربية الأجيال بما يعكس سياسة الدولة الراشدة. وأضاف مدير مدرسة دالي إبراهيم كراش بلقاسم أن المنتوج الجديد يعد بادرة خير قد تعود بالنفع على المعلم والمتعلم وهي سابقة من نوعها في مجال التربية والتعليم بالولاية من شأنها تقريب الواقع من العمل التربوي والتعلمي وتجسيد كثير من التطلعات والرؤى والأبعاد التي تضطلع بها الآفاق الواعدة لمنهجية موحدة وتعليم يواكب العصرنة بما تقتضيه تحديات العولمة من إصلاحات•