طرحت شركة مكتبة العبيكان كتاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وعنوانه "جرأة الأمل .. أفكار عن استعادة الحلم الأمريكي، حيث يستعرض فيه كيفية البدء في عملية تغيير سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية وحياتها المدنية نحو الأفضل . يدعو أوباما في كتابه، إلى نمط جديد من سياسة أولئك الذين نفرتهم الصدامات التي لا تنتهي بين الجيشين في مجلس الشيوخ والحملات الانتخابية، مؤكداً أنها سياسة متجذرة في الإيمان والشمولية لا تستبعد أحداً، مبيناً أنها تكمن في صميم التجربة الديمقراطية الأمريكية التي (لا تصدق). ويوضح أوباما أن كتابه مستمد مباشرة من أحاديثه مع الناس خلال حملته الانتخابية، مشيراً إلى أن مقابلاته ولقاءاته مع الناخبين لم تؤكد له ما يتمتع به الشعب الأمريكي من لياقة وذوق وحشمة فقط بل ذكرته أيضاً بأن مجموعة من المثل العليا التي ما زالت تحرك الضمير الجمعي تقع في صميم التجربة الأمريكية، مؤكداً في الوقت نفسه على مجموعة مشتركة من القيم العليا التي تجمع الأمريكيين معاً على الرغم من الاختلافات التي تفرق بينهم. ويتناول الكتاب عمل أوباما حينما كان عضواً في مجلس الشيوخ وبحثه عن التوازن بين مطالب الخدمة العامة، متطلبات الحياة المهنية والعائلية والتزامه الديني، طارحاً بعمق فكرة الجرأة التي جمعت الأمريكيين كشعب واحد، مبيناً أنها روح الأمل التي ربطت قصة عائلته مع قصة المجتمع الأمريكي الأكبر وقصته الشخصية مع الناخبين الذين يسعى إلى تمثيلهم بصدق وحب وشغف. ويُظهر الكتاب بوضوح أن أوباما من السياسيين القلة الذين يملكون موهبة الكتابة بأسلوب بليغ وأصيل ومؤثر، لذلك يتمتع (جرأة الأمل) بروح وثابة وقوة تغييرية متدفقة تكشف عن رأيه الصريح بأن إصلاح العملية السياسية المنهارة وإعادة تنظيم آليات عمل الحكومة التي افتقدت الصلة إلى درجة الخطر مع المواطنين العاديين لن تكون إلا بالعودة إلى المبادئ التي أنتجت الدستور الأمريكي. ويلخص الكتاب الذي يقع في 368 صفحة من الحجم المتوسط، التأملات الشخصية عن القيم الأمريكية التي قادت الرئيس أوباما إلى الحياة العامة ومسرح الأحداث ثم إلى سدة الحكم في أكبر دولة في العالم. وتقول بعض صفحات الكتاب باسم ولاية إلينوي العظيمة، تقاطع طرق البلاد الرئيسي، وأرض لنكولن، اسمحوا لي أن أعبر عن امتناني العميق لمنحي شرف مخاطبة هذا المؤتمر. وهذه الليلة شرف كبير لي لأن وجودي على هذا المسرح، ولنكن صادقين مع أنفسنا، هو أمر بعيد الاحتمال بالنسبة لي. فقد كان والدي طالبا أجنبيا، ولد ونشأ في قرية صغيرة بكينيا. ونشأ وهو يرعى الماعز، وذهب إلى مدرسة موجودة في كوخ يعلوه سقف من الصفيح. وكان أبوه، جدّي، طاهيا وخادما في أحد المنازل، لكن جدي حمل أحلاما أكبر بالنسبة لابنه. وعن طريق العمل الجاد والمثابرة، حصل والدي على منحة دراسية للدراسة في مكان سحري هو أمريكا التي كانت منارة للحرية والفرص لعدد كبير من الناس الذين جاؤوا قبله. وأثناء دراسته هنا التقى والدي بوالدتي التي ولدت في بلدة على الجانب الآخر من العالم في ولاية كانزاس. وعمل والدها في معدّات حفر آبار النفط والمزارع خلال معظم سنوات فترة الكساد الاقتصادي. وفي اليوم التالي للهجوم على بيرل هاربر، تطوع جدي للخدمة العسكرية وانضم لجيش الجنرال باتون وقام بالزحف عبر أوروبا. وقامت جدتي في الوطن بتربية رضيعتها وعملت في مصنع لتجميع الطائرات القاذفة. وبعد الحرب قاما بدراسة قانون أفراد القوات المسلحة واشتريا منزلا عن طريق قروض إدارة الإسكان الفدرالية وانتقلا إلى الغرب بحثا عن فرص أفضل. وكانت لديهما أيضا أحلام كبيرة لابنتهما، وهو حلم عادي ولد في قارتين. ولقد تشاطر والداي لا حبهما بعيد الاحتمال فقط، بل وأيضا الإيمان الراسخ بإمكانيات هذه الأمة. وقد منحاني اسما إفريقيا هو باراك أو مبارك إيمانا منهما بأن اسمك لا يشكّل حاجزا أمام النجاح في أمريكا المتسامحة. وتصورا ذهابي إلى أفضل المعاهد العلمية في البلاد، مع أنهما لم يكونا غنيين، لأنك لا تحتاج لأن تكون غنيا في أمريكا لتحقيق إمكانياتك. ومع أنهما متوفيان الآن فإنني أعلم أنهما ينظران إليّ هذه الليلة باعتزاز سامية بطاش