أسلاك الشرطة أصبح لها في المدة الأخيرة فندق في العاصمة باسمها وهو يقع ما بين المحمديةوبرج الكيفان التي سينبت فيها ثاني أكبر جامع في العالم لم ير النور كما كان متوقعا. وبلدية برج الكيفان التي يسميها البعض برج الغيران نظرا لكثرة الحفر فيها ولأحيائها الترابية غير المهيأة الجاثمة على الأراضي الزراعية. ولكن فندق الترقية هذا لا يشبه أي فندق في العالم بقدرما يشبه عمارة في ديار الشمس (والظل) وحتى ديار الكاف، وهي جملة أحياء شعبية مكونة من غرف ضيقة! وعندما نقارن فندق الشرطة هذا بنادي ضباط الجيش الواقع في أعالي العاصمة. وهو فندق أكثر فخامة من الشيراتون، وفيه يملأون البطون بالدينار الرمزي وينامون ويتشمسون، يكون وجه المقارنة معدوما على جميع المستويات. العسكر وأسلاك الأمن يحتاجون لهياكل استقبال بحكم تنقلات أفرادها الدائم وفي كل الأوقات والظروف وبحكم أن الإمكانيات المتاحة لهذا القطاع تفوق ما هو متاح لبقية القطاعات الأخرى. وبحساب بسيط، فإن مجموع ما حصلت عليه وزارة الدفاع والداخلية، والمجاهدون يضاهي تقريبا نصف الميزانية العامة للدولة لهذا العام. ولهذا ليس غريبا أن تدخل الفئات العامة فيها معركة الامتيازات لتحسين المستوى من الأجرة إلى المسكن والتنقل والعلاج، ولهذا ليس غريبا أن تكون لها فنادق وإقامات ونوادٍ خاصة بها وبأفراد عائلاتها. ولكن الغريب أن نرى ونسمع عن مجاهدة بسمعة جميلة بوحيرد تشحذ لكي تعالج في مستشفى راقٍ في باريس وليس في مستشفيات الجزائر التي يهرب منها الكبار جدا ويستغلها الأقل قوة منهم على حساب ملايين الفقراء من المرضى ممن لا حول ولا قوة لهم! ومادام أن أبواب الاستفادات فتحت من باب تقسيم المهن وحتى الشركات ''القادرة'' من الراقدة، فإن باقي الفئات ستطالب أيضا بحقها في الفنادق والإقامات، وهذا أمر ممكن ومعقول لو كانت هناك شفافية في توزيع الميزانية لكن ذلك قد يأتي لاحقا، فيكون ''للكوارجية'' منشآت خاصة بهم إذا ما تواصل تدعيم الكرة على اعتبار أنها تعمي البصر ''وحتى البصيرة''!. وقد يكون للمعلمين والذين يفكرون إذا تفهمت الحكومة أن الأولوية للعلم والتكنولوجا والتعليم، أي الأولوية للراس، وحتى ''الزبالين'' أي عمال البلديات ستكون لهم منشآت مماثلة إذا ما تم تطبيق مبدأ النظافة من الإيمان جديا بعد عشرين عاما على الأقل، بما فيها نظافة اليدين! ولكل فئة ملعب وفيها تلعب!