قالت مصادر مطلعة من داخل شركة سوناطراك، إن أحد فروع المجمع البترولي العملاق والمتمثل في المؤسسة الوطنية لخدمات الآبار المعروف اصطلاحا ''أو أن أس بي''، قد لجأت إلى التعاقد مع شركة حراسة خاصة ''أس أم أس'' لتزويدها بكلاب حراسة تبلغ قيمة استئجار الواحد منها 9 ملايين سنتيم شهريا أي بمبلغ 3 آلاف دينار لليوم الواحد. وذكرت المصادر ذاتها، أن شركات متعاقدة مع عملاق النفط سوناطراك لجأت إلى تدعيم مواقع الحراسة بمناطق إنتاج البترول والغاز بكلاب مخصصة لذلك من نوع الراعي الألماني ''بارجي ألمون''، بتكلفة شهرية على عاتق المؤسسة الوطنية لخدمات الآبار قدرت ب 9 ملايين شهريا للكلب الواحد أي ما يعادل 4 أضعاف الأجر الوطني المضمون الذي يتقاضاه غالبية الجزائريين وتعيش عليه أسر كبيرة، وتزيد تكلفة الكلب الواحد عن أجرة مهندسي المؤسسة بثلاث ملايين إذا احتسب أجر 6 ملايين في أحسن الأحوال هذا من دون احتساب أجرة عون الأمن المكلف بمتابعة الكلب وكلفة الإطعام والمبيت له ولكلبه، وهي الأعباء التي تتكفل بها المؤسسة الوطنية وليس شركة الحراسة الخاصة. وأحدث تعاقد المؤسسة الوطنية لخدمات الآبار مع مؤسسة الحراسة صدمة لدى العمال الذين لم يهضموا هذا القرار الذي قالوا بشأنه إنه تم ''وفق عقود رضائية بين سوناطراك ومؤسسة الحراسة الخاصة''، وهو الإجراء الذي أحدث لغطا كبيرا فسره البعض بأنه أحد الممارسات التي فتحت باب ''الاغتناء'' السريع أمام إطارات سوناطراك المحولين أخيرا على العدالة في الفضيحة المدوية التي شغلت الرأي العام الوطني والإعلام الدولي والتي فاق المبلغ المنهوب فيها 9 آلاف مليار، كما لم يستسغ العمال أن يتم ''تكريم كلب حراس'' بأجرة 9 مليون في الوقت الذي يتخبط فيه العمال في مشاكل عدة جراء انخفاض الأجرة، خصوصا أرباب العائلات مقارنة مع كلب حتى صار لسان حالهم يردد ''كلب في سوناطراك أفضل من مهندس فيها''.