أرجأت أمس محكمة جنايات الشلف النطق في قضية إرهابيين اثنين موقوفين رفقة 30 إرهابيا في حالة فرار بينهم أمراء مبحوث أمنيا عنهم منذ سنوات، ينشطون تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة وحماة الدعوة السلفية إلى غاية صبيحة اليوم، في الوقت الذي التمست السجن المؤبد في حق كل الارهابيين ال .32 استغرقت محاكمة الموقوفين مدة تفوق 4 ساعات، بالنظر إلى ثقل التهم الجنائية التي تلاحق الجماعة الإرهابية المسلحة، على غرار الانخراط في جماعة إرهابية مع ممارسة القتل عن سبق إصرار وترصد ومحاولة السرقة باستعمال أسلحة ظاهرة، حسب قرار الإحالة. وعرفت أطوار المحاكمة، اعترافات في غاية الإثارة، أدلى بها أحد الموقوفين يتعلق الأمر بالمتهم (م ب) في العقد الرابع من العمر، عن نشاطه منذ التحاقه بالعمل الإرهابي المسلح وكيف تم تنفيذ العديد من الاغتيالات في حق المواطنين وأفراد الهيئات النظامية كما هو الشأن للجيش و الدرك. مع العلم أن حيثيات القضية تعود -حسب وقائع الجلسة- إلى شهر جوان من سنة ,2008 عندما ألقت وحدات الجيش بجبل بابا احمد بمنطقة برج الامير خالد جنوب ولاية عين الدفلى، القبض على الإرهابي المذكور في أعقاب اشتباك مسلح طاحن استعملت فيه قوات الجيش معدات ثقيلة للقضاء على أتباع الامير ''ابو جعفر الافغاني''، حيث لقي تسعة إرهابيين مصرعهم مع نجاح ذات القوات في استرجاع كمية من الذخيرة الحية والأسلحة، واستمعت هيئة المحكمة لأول مرة، لاعترافات هامة وفي غاية الخطورة للإرهابي الماثل أمامها أمس، الذي ذكر أنه التحق بالعمل الإرهابي المسلح في مستهل عام 1996 بجبال تلمسان تحت قيادة الأمير الصريع ''ابوهريرة '' ضمن مجموعة كانت تنشط تحت لواء التنظيم الإرهابي ''الأهوال'' التي انشقت والتحقت بعدها بتنظيم ''حماة الدعوة السلفية'' بزعامة أبو جعفر سليم الأفغاني، وظل ينشط عبر جبال أولاد ميمون بتلمسان إلى غاية الشريط الغابي لولاية سيدي بلعباس، معترفا بتورطه في عملية اغتيال 11 عسكريا عن طريق هجوم إرهابي. كما اسهم في نجاح هجوم إرهابي ربيع سنة 1999 على ثكنة للجيش بمنطقة العطاطفة بجبال الونشريس في الحدود المشتركة بين ولايتي الشلف وتيسمسيلت. وحسب اعترافاته، فإن هذا الهجوم شهد استخدام آليات حربية ثقيلة كالمدفعيات المضادة للطيران، حيث تم إمطار الثكنة بقصف ثقيل مع اطلاق ذخيرة كاملة بالسلاح التقيلدي المعروف ب ''الهبهاب''، تسبب في مقتل ثلاثة عسكريين، وأشار أنه شارك أيضا خريف عام 2000 في اغتيال ستة من رجال قوات الدفاع الذاتي وذلك في جبال بني بوعتاب. ولم تكتف اعترافاته بهذا القدر، بل تعدت إلى مشاركته في عملية اغتيال قائد فرقة للدرك الوطني ورئيس بلدية الحاسي في ولاية غليزان مع مشاركته في حادثة اغتيال ثلاثة حراس بلديين في بلدية الحسينية بولاية عين الدفلى، هذا الاعتراف لم ينكره الموقوف الآخر الذي اكتفى بالإقرار بالتهم المنسوبة إليه.