قبل سنوات حدثت ''هوشة'' كبيرة بين جمعية طبية، وأخرى تنشط في مجال ساحة ولد عباس المهراس حول قسمة صرة مال جاءت من الخارج كهبة بالدولار أو الأورو أسالت لعاب كل هؤلاء كما يسيل لعاب الكلب المسعور! واليوم، تكاد تحدث نفس المعركة بين ولايتي حول قسمة هبة خارجية بمليون أورو، قدمتها كندا للمساهمة منها لحل مشكلة المفرغات الفوضوية· ووصل النزاع حد مراسلة زير الخارجية شخصيا، بعد أن دارت الشكوك في رأس جهة بأن الوزير لمجرد الاشتباه قد لا يكون منصفا بين الطرفين وهذا ضمن سيناريو مضحك وصل مسامع الصحافة، ولا يشبهه غير معارك الصبيان حول قسمة حبة حلوى! المساعدات الأجنبية للجزائر قليلة جدا، وشحيحة أيضا، فالخارج لا يعتبر الجزائر غنية، ولا فقيرة فهي بين بين مثل الفساتين التي تغطي الركبتين! فأمريكا مثلا تقدم مساعدة عسكرية بحجم 12 مليون دولار، لا تكفي حتى لتغطية مصاريف نزع الغبار عن الأسلحة المخزنة! وليس بإمكانها أن تغطي حجم ما تشتريه النسوان من كحل· في حين أن دولا أخرى، باسم منظمات تنشط في المجال الاجتماعي والانساني لا تقدم إلا الفتات من حين لآخر لبعض الجمعيات، قلما يمر صرفها بدون أن يصدر حول من الأحق بها، وأكثر من ذلك أنها تطرح في كل مرة مسألة كيف تصرف وهذا بعد أن يصل مسامع المتبرعين بأن الهبة تكون قد سقطت عند أولياء الله الصالحين مثلما سقطت أموال اللوطو المخصصة لبناء دور العجزة والأيتام! ومادام أن الجزائر لا تعرف كيف تجلب من الخارج بما فيها الحلب بواسطة الدخول في تنظيمات سياسية كالفرانكفونية كما تفعل مصر مثلا وهي دولة أنجلوفونية، ربما تفعل العكس، فإن حل باب الصدقات الخارجية لا يكون بقطع الراس، وتوقيفها كما يدعو البعض أو كما تطبقها الحكومة مع كل مبادرة خارجية لمساعدة الصحافة مثلا بدعوى أنها تدخل أجنبي· وإنما بالاشراف على توزيعها وفق منطق كل حسبما اجتهد وكد في الطلب مد اليد·· فلا يعقل مع الخارج أيضا أن النعسان على شاكلة سعدان يحصل على معونات أكبر أو لم يطلبها مثلما يحصل العامل الفاشل والكسلان أمام العامل المجد!