خرج أكثر من 1200 متظاهر أول أمس للاحتجاج أمام قصر المهرجان في مدينة ''كان'' على فيلم ''الخارجون عن القانون'' للمخرج الجزائري رشيد بوشارب. واعتبر بعض المتظاهرين بعد مشاهدتهم الفيلم أنه كان ''أسوء'' مما كانوا يتوقعون. واتهمت بعض الأوساط السياسية والجمعوية الفرنسية الفيلم ب''تزوير التاريخ'' و''المساس بذاكرة الضحايا الفرنسيين'' أثناء فترة استعمار فرنسا للجزائر. وشارك في هذه المظاهرة العديد من نواب الحزب الحاكم ''الاتحاد من أجل حركة شعبية'' وبعض قدامى المحاربين الذين كانوا يرفعون العلم الفرنسي بالإضافة إلى جمعيات ''الحركى'' والأقدام السوداء وممثلين عن حزب اليمين المتطرّف ''الجبهة الوطنية''. وقال رئيس ''دار المرحلين لمدينة كان'' أندري ماييه، الذي شارك في المظاهرة ''خرجت للتظاهر لأنني أعارض ما جاء في هذا الفيلم، كما أن إدراجه ضمن قائمة الأفلام المشاركة في المهرجان استفزاز لنا ولعائلات الضحايا.. كنا نحو 2000 متظاهر، بالرغم من أن الشرطة منعت أعدادا أخرى من المتظاهرين من الوصول إلى مكان المظاهرة''، مضيفا ''بوشارب يدعي أن الفيلم مجرد قصة، لكنه صرح سابقا أنه سيكشف حقائق الماضي من خلال الخارجون عن القانون، كما أنه قدم خمس نسخ من فيلمه، ستعرض كل واحدة منها أمام جمهور مختار وهذا معناه أن بوشارب يغير خطابه بتغير الجمهور الذي يتوجه إليه''. من جهته اعتبر رئيس جمعية ''حقيقة تاريخ كان ,''2010 هيرفي كويستا، فيلم رشيد بوشارب أنه ''غير صادق في عرضه للأحداث التاريخية التي تناولها، وهو تمجيد لجبهة التحرير الوطني في الجزائر وبالتالي من مؤكد أنه لا يمجّد فرنسا.. نحن نعارض تمويل فرنسا لفيلم يشوه سمعتها وسمعة جيشها''. وأكد ''هيرفي كويستا'' أنه لم يشاهد الفيلم وأن أصدقاءه شاهدوه واكتشفوا أنه ''أسوء مما كان منتظرا، حيث يشبه عناصر الجيش الفرنسي بالجنود النازيين، ويظهر أن الأقدام السوداء أطلقوا النار على أشخاص كانوا يتظاهرون في الشارع بطريقة سلمية في حين أن ما حدث في الحقيقة هو أنه تم تزويدهم بالأسلحة فقط للدفاع عن أنفسهم''. من ناحية أخرى، خرجت المنظمة الفرنسية غير الحكومية ''آس أو آس عنصرية'' عقب عرض الفيلم، لتدافع عن رشيد بوشارب، حيث أعربت عن مساندتها للمخرج، ونددت بالجدل ''غير المؤسس'' واستغلال اختيار الفيلم في مهرجان ''كان'' من قبل أوساط حاقدة تقودها ''ديماغوجية انتخابية''. كما أكدت المنظمة على ضرورة إعطاء مكانة خاصة لتاريخ الاستعمار في البرامج المدرسية الفرنسية وذلك لإعطاء ''مفاتيح التحليل للأجيال الشابة حتى تتمكن من فهم الأخطار التي تشكلها أنظمة التفكير المبنية على نظريات جوهرية الكائن البشري وعلى استغلال هذا الأخير''. وأشارت إلى أن ''دراسة هذا الماضي سيسمح بالتخلص من الرؤى البائدة تاريخيا التي لا زالت اليوم تفسر الصور المحقرة والمسبقة التصنيف لبعض فئات السكان المتضررة من آفة التمييز والعنصرية''.