يقوم وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني بزيارة للجزائر في 14جويلية القادم، لتحضير القمة الجزائرية الايطالية المشتركة في الأشهر الثالثة الأخيرة من العام الجاري، المبرمج عقدها ببلادنا برئاسة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلسكوني. وتناقش القمة ملفات التعاون الثنائي الاقتصادي والأمني، حسبما ذكره الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، في ندوة صحفية مشتركة بفندق الجزائر مع كاتبة الدولة الايطالية للخارجية ستيفانيا غراكسي. وأوضح مساهل، أن عدم برمجة اجتماع اللجنة العليا المشتركة لسنتين متواليتين، أي منذ عودة اليمين للحكم يعود إلى كثافة رزنامة الطرف الايطالي ومن ذلك احتضان قمة الدولة الصناعية وكارثة الزلزال الذي ضرب وسط البلاد. وأشار ممثل الحكومة إلى متانة العلاقات الثنائية باعتبار أن إيطاليا ثاني زبون للجزائر وثالث مورد لها في العالم. ووفق أرقام مصالح الجمارك الجزائرية، فقد صدرت الجزائر في عام 2009 ما قيمته 2,6 مليار دولار إلى ايطاليا واستوردت منها 3,3 مليار دولار. وبدورها أعربت ستيفانيا غراكسي عن رغبة روما في تنمية المبادلات مع الجانب الجزائري وصولا إلى حالة شريكين حقيقيين. وجددت رغبة بلادها في المساهمة في تنمية الجزائر، موضحة بالقول ''نحن لا نعتبر أنفسنا بلدا أجنبيا، نريد تعاونا عمليا وتبادل التجارب''، مذكرة بتوفر بلادها على تجربة رائدة في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تتوافق مع الحاجيات الجزائرية، وأبدت مساعدة وزير الخارجية الايطالي رغبة روما في تعزيز تبادل الخبرات في مجال البنى التحتية وتهيئة الموانئ وبناء شراكة إستراتيجية حقيقية. وأضافت أن البلدين يتقاسمان أرادة للعمل معا في الساحة الدولية، مشيرة لانشغالهما بوضع الاتحاد المتوسطي الموجود في حالة عطل وعجز عن المضي إلى الأمام. وفي زلة لسان وصفت وضع الاتحاد الذي يقوده الزوج الفرنسي المصري بالمتأزم، قبل أن تستدرك بأن الهيكل في حالة توقف فقط. وأكدت في سياق متصل تمسك ايطاليا بالعمل في إطار منتدى دول غرب المتوسط المعروف ب55 الذي يعد النواة الصلبة للحوار في المنطقة. وتحدثت عن وجود تحديات مشتركة للبلدين على المستوى الأمني وهي تحديات -حسب قولها- لا تنحصر في المسائل العسكرية، بل تتعداها لقضايا الهجرة غير الشرعية والصيد غير القانوني والتلوث في المتوسط. كما أبدت رضى بلادها بالعمل المنجز من قبل الطرف الجزائري، لتنسيق السياسات الأمنية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل. وقالت نحن نتقاسم رؤى متطابقة ومشتركة ولمسنا رغبة الجزائر في لعب دور رائد في مكافحة الإرهاب في المنطقة. وبدوره قال عبد القدر مساهل، لقد أبلغنا الإيطاليين بانشغالهم بالوضع وأكدوا لنا أهمية تنفيذ آليات لمنع تمويل الإرهاب، في إشارة إلى الالتزام بعدم دفع الفدية للإفراج عن الرهائن. وأكد الوزير المنتدب على الموقف الجزائري الداعي للالتزام ببنود لائحة مجلس الأمن 194 الصادرة في أواخر ديسمبر الماضي التي تجرم دفع الفدية للجماعات الإرهابية. الجزائر تستقبل 25 حرافا في الأيام المقبلة و16000 مقيم شرعي على الأراضي الايطالية وفي حدثيها عن ملف الهجرة، نفت المسؤولة الايطالية ما يرد في التقارير الصحفية عن سوء معاملة المهاجرين في بلادها وأكدت رغبة بلادها في استقبال أيدي عاملة أجنبية مؤهلة وأكدت انشغال بلادها بظاهرة الهجرة غير الشرعية من الجزائر وعبر الجزائر. وقالت إن الصحافة تنقل تقارير غير حقيقية عن وضع المهاجرين فنحن بلد استقبال وسنواصل ذلك واستغلت المناسبة لتوجيه رسائل للطرف الجزائري في موقف يعبر عن رؤية للدول الأوروبية للحد من الهجرة إليها من خلال الدعوة لإقامة مراكز تأهيل للمهاجرين في دول إفريقيا الشمالية على وجه الخصوص قبل انتقالهم للشاطئ الآخر . وفي هذه النقطة، جدد مساهل الرؤية الجزائرية الداعية لمنح مزيد من الحقوق للمهاجرين في الدول الأوربية وأعلن بالمناسبة عن عدم وجود مشكل بهذا الخصوص بين البلدين، مشيرا إلى وجود 16000 رعية جزائري يتوفرون على وثائق إقامة شرعية في ايطاليا وأن 25 مهاجرا سريا سيرحلون في الأيام المقبلة من إيطاليا لبلادنا.