الكاتب الصحفي الكويتي عبد القادر الجاسم الموجود على ذمة التحقيق في الإمارة متهم بالتحريض ضد النظام الملكي، وإنكار الذات الأميرية! وهذا هو المهم! فرأس الأمير حفظه الله، وحفظ كل أمراء، وملوك ورؤساء العرب أصبح في اللعب؟ خصوصا بعد خروج رهط من المثقفين على شاكلة حاسم الكويتي وبن بريك التونسي.. وآخرون كبديل عن الأحزاب المعارضة والنقابات المستقلة! الذات منسوبة إلى الأمير مصطلح غير مفهوم بالنسبة للكثيرين. فهؤلاء يعرفون فقط مدلولا واحدا اسمه الذات الإلهية أي مقرونة برب العالمين... وليس برب المحكومين بعد أن أصبحت له ''ذات'' تقبل الشك أو تقبل اليقين! وعندما نعرف بأن نظام الحكم في دولة الكويت برلماني إلى الحد الذي يجعل نواب الأمة قادرين على محاسبة أو مقارعة أو حتى رفض أي وزير بمن فيهم رئيس الوزراء يصبح موضوع ''الذات الأميرية'' أكثر غموضا، لأن الأمير في هذه الحالة وإن كان هو الكل في الكل، يفترض أن يصل إليه بعض التساؤل حول أحقيته في الذات! ومع ذلك، يمكن فهم سبب الذات الأميرية على كونها أشبه بذم قمقوم عندنا يتعرض معها صاحبها للجر إلى المحاكم بتهمة القذف والمس بالكرامة الشخصية وبالتالي تلقى بعض القبول والتفهم، خاصة أن الأمير كباقي رؤساء العالم العربي كلهم طيبون وحاشيتهم هي السيئة فقط كما يزعمون. ولهذا لا بد من المطالبة جماهيريا وشعبيا أن يكون لكل واحد من هؤلاء ذات أميرية أو رئاسية أسوة بذات الأمير المبجل.. فهذه الذات كما فهمنا أيضا تنص صراحة على كون مدح الأمير (بما فيه أو ليس فيه) مثل شتمه يعرض صاحبه للسجن! ولو طبق نفس القرار مع نفس العقوبة، فإن ذلك من شأنه أن يضع حدا لآلاف الشياتين وضاربي الطبل والبندير ممن يعيشون بمهنة التطبيب وضرب الشيتة، عيشة المدير والوزير في حين أن مستواه الحقيقي لا يمكنه من العيش أكثر من عيشة حوانتي صغير في دوار كبير فنرتاح منهم بوضعهم في الحبس بعد كل مدح!