رأى موقع "مجلس العلاقات الخارجية" الأمريكي المختص في الشؤون الدولية، أن التنظيمات الإرهابية المسلحة في القارة الإفرقية تتجه نحو مزيد من التوحد، والتحالف تحت قيادة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذي تمكن من بناء علاقات وثيقة مع باقي المجموعات التي تشترك معه في الرؤية والاتجاه. وحسب تحليل الموقع فإن "النزعة العالمية" للقاعدة شكلت النواة الأساسية لهذا التحالف الجديد الذي جمعه بكل من "جماعة الجهاد والتوحيد"، وجماعة أنصار الدين، وكذلك حركة "بوكوحرام" النيجيرية، التي أظهر شعارها الجديد بوضوح اعتناقها أدبيات القاعدة، حيث أصبح يشبه الى حد كبير شعاره الرسمي. وأرجع الموقع سبب هذا التقارب الكبير بين التنظيمات المسلحة في القارة الإفريقية مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وخاصة فيما يتعلق ب "بوكوحرام" هو ارتباط قادة سابقين فيها مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي كانت تنشط في الجزائري قبل أن تنضم رسميا الى التنظيم العالمي للقاعدة، حيث كان قائد المنظمة النيجيرية المدعو خالد البرناوي الى جانب مختار بلمختار ضمن التنظيم الإرهابي الجزائري حتى سنة 2005. أما نقطة الوصل بين الحركتين، فهو حركة أنصار الدين في مالي التي لا يفصلها عن نيجيريا سوى 300 ميل فقط، مما يجعل التواصل سريعا وسهلا. أما المؤشر الآخر للتقارب بين التنظيمات الإرهابية في القارة الإفريقية، حسب موقع "مجلس العلاقات الخارجية"، فهو تبنيهم الإستراتيجية نفسها في الفترة نفسها، مما يعني أن التنسيق موجود على الأرض، فكل هذه التنظيمات التي تنشط في مناطق مختلفة تبنت إستراتيجية اختطاف الأجانب للحصول على فدية مالية تستعمل في التسليح والتجنيد. بالإضافة إلى وجود تضامن بين هذه الفصائل، حيث قامت جماعة "بوكوحرام" النيجيرية باختطاف رعايا فرنسيين في الكاميرون ردا على الهجوم الفرنسي الذي استهدف معاقل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتنظيم أنصار الدين في الأقاليم الشمالية لمالي. في سياق متصل كشفت صحيفة "بي أم نيوز" الصادرة في نيجيريا منذ أسابيع أن أحد المتهمين بتفجير كنيسة سانت تيريزا الكاثوليكية في العاصمة أبوجا شهر ديسمبر 2011، الذي تبنته جماعة بوكوحرام، اعترف لدى مثوله أمام المحكمة العليا الفيدرالية بأن جماعته تلقت تمويلا من جماعات إسلامية مسلحة جزائرية مرتبطة بما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتزيد مؤشرات الوحدة بين هذه الفصائل المسلحة في القارة الإفريقية من المخاوف حول التهديدات التي تمثلها على أمن واستقرار القارة الإفريقية، فبعدما كان ما يربطها هو التوجه العقائدي والإيديولجي، ها هي اليوم تطبق هذا المفهوم النظري ميدانيا، وما يصعب من أي جهود مستقبيلة تهدف إلى استئصال الإرهاب من شمال وغرب إفريقيا، حيث ستزداد مساحة المعركة، ومتطلباتها البشرية واللوجستية.