قضت قوات خاصة من الجيش الوطني الشعبي، مساء أول أمس، على إرهابيين اثنين من جنسيتين تونسية وليبية، حاولا دخول التراب الجزائري على الحدود الجزائري التونسية. وحسب المعلومات المتوفرة ل"البلاد"، فإن العملية الأمنية الهامة نفذتها وحدة خاصة مختصة في مكافحة الإرهاب بالمنطقة المسماة "الرفتة" على بعد 37 كيلومترا جنوب ولاية الوادي في الوقت الذي كان الإرهابيان يحاولان التسلل إلى التراب الجزائري عبر اختراق الحدود التونسية. فيما تم توقيف إرهابي ثالث أصيب بجروح على مستوى الرجل كان ضمن المجموعة التي حاولت اختراق الحدود المشتركة بين البلدين على متن سيارة رباعية الدفع 4/. وتشير المعطيات الأولية إلى أن المسلحين الثلاثة وهم ليبيان وتونسي، كانوا يخططون للتوغل إلى الجزائر عبر منطقة "رفتة" غير البعيدة عن الأراضي التونسية التي كانت مسرحا قبل أسبوعين لعملية أمنية نوعية شهدت مقتل أربعة قياديين بارزين من كتيبة التوحيد والجهاد التي يتقارب نشاطها الإرهابي في نفس الخط مع كتيبة أبناء الصحراء من أجل العدالة الإسلامية. وذكرت المصادر أنه تم استرجاع كمية كبيرة من الأدوية والأغطية والنعال الرياضية والوقود والذخائر، و3 أسلحة فردية وأجهزة اتصال كانت بحوزة الإرهابيين الثلاثة، ويعتقد أن العملية جاءت إثر معلومات أمنية دقيقة، في ظل الحراك الأمني الواسع على الحدود المشتركة بين البلدين. ونقلت تقارير إعلامية مؤخرا عن مصادر أمنية خشيتها من تحول المنطقة الحدودية بين كل من الجزائر وتونس وليبيا إلى معقل جديد للجماعات الإرهابية التي استغلت الفراغ الأمني الذي تشهده منطقة "غدامس" الليبية المتاخمة لولاية وادي سوف، بسبب غياب سيطرة الدولة عليها، وتركها فريسة بيد الجماعات المتطرفة، التي شرعت في إنشاء مخيمات تدريب للشباب الذين قامت بتجنيدهم للقتال في صفوفها، وهو ما أكده مسؤول أمني ليبي لوكالة رويترز قبل أيام قائلا "لا يمكن أن أنكر أن منطقة "غدامس" تجري فيها تحركات المسلحين، وتهريب للأسلحة، وحتى إقامة معسكرات تدريب، فالمنطقة ليست مؤمنة بالشكل المطلوب". أما عن أسباب هذا العجز في مواجهة التنظيمات المتطرفة، فقد أكد ضابط آخر في المنطقة الجنوبية أن الجيش الليبي يمتلك طائرات مراقبة، وكذلك العربات العسكرية التي تنتشر على الأرض، لكنها بالمقارنة مع المساحة الشاسعة للمنطقة تبقى غير كافية. وتعيد محاولة التوغل التي قام بها الإرهابيون إلى الواجهة مجددا المخاطر التي تواجهها الجزائر على مستوى حدودها، بعد أشهر من التوتر في منطقة جبل الشعانبي التونسية، والهجوم الذي تعرضت له منشأة تيغنتورين التي قدم منفذوها من التراب الليبي.