الشرطة تتدخل لفك مناوشات بين المعوزين والقائمين على مراكز التوزيع انتفض أمس، المئات من أرباب العائلات المعوزة في عدة بلديات بولاية عنابة، احتجاجا على عدم تسليمهم قفة رمضان منذ بداية شهر الصيام. وشهد مركز التوزيع "عمارة العسكري" في قلب المدينة أعنف حركة احتجاجية كادت أن تنزلق إلى اشتباكات مع المنتخبين والإداريين لولا تدخل وحدات مكافحة الشغب. احتج ممثلو مئات العائلات أمس، على غلق مقر القطاع الحضري الثالث ببلدية عنابة ومركز التوزيع الرئيس "عمارة العسكري"، على خلفية توزيع قفة رمضان التي استثنت العائلات التي دئبت على الاستفادة من الإعانات التضامنية. وذكر محتجون أن القائمين على المجلس الشعبي البلدي الجديد استغلوا ملف قفة رمضان لتصفية حسابات انتخابية مع المعوزين، فيما دعا آخرون للتحقيق في ما وصفوه بتجاوزات المنتخبين في إعداد القائمة. وتابع متظاهر آخر اقتحم مركز التوزيع بالقوة رفقة أفراد عائلته أن "قفة رمضان لهذا العام في بلدية عنابة أخطأت مستحقيها من الفقراء وضحايا الإرهاب وغيرها"، مما دفع بالكثيرين للخروج إلى الاعتصام أمام مقر البلدية وفرع القطاع الحضري الثالث، حيث اندلعت مناوشات لفظية بين منتخبين ومحتجين وكادت أن تتطور إلى اشتباكات قبل وصول تعزيزات من الشرطة لتفريق المتظاهرين. وفي بلدية شطايبي، حاصر عشرات المحتجين مقر المجلس الشعبي البلدي للتنديد بما وصفوه بالتذبذب الكبير في توزيع حصص قفة رمضان خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل، حيث تبقى المئات من العائلات المعوزة والفقيرة تنتظراإستفادتها من هذه القفة، رغم أن شهر الصيام سيدرك أسبوعه الثاني". والسبب في هذا الإشكال تأخر الممونين في تسليم المواد الاستهلاكية التي تشكل تركيبة القفة إلى مصالح البلدية، الأمر الذي انجر عنه اضطراب كبير في الاستجابة للمتطلبات اليومية للعائلات المعنية بهذه العملية على مستوى البلدية، خاصة منها أكياس السميد والعجائن. وفي هذا الإطار، أكد أحد أعضاء المجلس البلدي في تصريح ل"البلاد"، بأن الإشكال مطروح بالنسبة إلى العائلات المعنية بالاستفادة من الحصة التي ساهمت فيها الولاية، لأن الممونين الذين تكفلوا بتوفير المواد الغذائية على مستوى كل البلديات لم يزودوا بلدية شطايبي بكل متطلبات القفة الواحدة من مواد غذائية، في الوقت الذي شرعت فيه مصالح البلدية في توزيع 260 قفة من حصتها، وذلك بعد اختيارها أربعة ممونين من تجار البلدية لتوفير كل المواد الاستهلاكية التي تدخل في تركيبة قفة رمضان. على صعيد آخر، فإن الملفت للانتباه بخصوص قفة رمضان على مستوى بلدية شطايبي أن حصة هذه البلدية أقل من عدد العائلات المعوزة التي تم إحصاؤها، حيث إن العملية المسجلة على مستوى مصالح مديرية النشاط الاجتماعي بالولاية موجهة لنحو 850 عائلة ستستفيد من قفة رمضان لهذه السنة، منها 500 قفة تكفلت بها البلدية من ميزانيتها السنوية، و350 قفة حصة البلدية من مساهمة ولاية عنابة، بينما أحصت الفرق المختصة التي قامت بالتحقيق الاجتماعي الميداني قرابة 980 عائلة معوزة وفقيرة تقطن عبر إقليم البلدية وفي المشاتي المجاورة، مما جعل مسؤولي البلدية يسارعون إلى طلب الإستفادة من حصة إضافية لتغطية العجز المسجل رغم أن العائلات المعنية بالاستفادة في القائمة الأولى تبقى تنتظر دورها للحصول على دعم الدولة في هذا الشهر الفضيل. وقد اعتصم صباح أمس، عدد كبير من المواطنين أمام مقر بلدية العلمة تنديدا بإقصائهم من قفة رمضان ولم يتوان بعض ممثلي العائلات الفقيرة في اقتحام مركز التوزيع الكائن بالمقر القديم للمجلس البلدي قبل تهدئتهم من طرف مصالح الدرك الوطني التي تدخلت بعد إبلاغها من طرف مسؤولي البلدية.