مصادر تونسية: تراجع نسبة الحركة على المعابر البرية بين البلدين عرف عدد السياح الجزائريين في تونس تراجعا ملحوظا هذه السنة، بالنظر إلى الأوضاع الأمنية غير المستقرة التي تشهدها، إلى جانب عودة عدد كبير من السياح الأجانب إلى بلدانهم، خوفا من أي تهديدات. علمت "البلاد" من مصادر رسمية، أن الجزائريين عزفوا عن التوجه إلى تونس لقضاء عطلهم الصيفية كما جرت العادة، حيث تقلص عدد السياح الجزائريين بنسبة كبيرة، بسبب الأحداث التي تشهدها تونس والتهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية المرابطة على الحدود مع الجزائر، إلى جانب عدم الاستقرار السياسي الموجود والذي أدى إلى وقوع مظاهرات واحتجاجات عارمة قد يصعّب التكهن عما قد تؤدي إليه مستقبلا. وأوضحت المصادر ذاتها، أن موسم الصيف يشهد عادة توجه أزيد من 1 مليون جزائري إلى تونس، كونها وجهة سياحية راقية وبأسعار مناسبة مقارنة بالبلدان الأوربية، إلى جانب إمكانية السفر إليها عن طريق البر، حيث أن 80 ٪ من الجزائريين يدخلون تونس عن طريق المعابر البرية، إلا أن هذه السنة تشهد حالة استثنائية بسبب عدم الاستقرار السياسي والأمني، والتهديدات الإرهابية. وبالرغم من العروض المغرية التي وفرتها تونس هذه السنة لسياحها، وعلى وجه الخصوص الجزائريين الذين وفرت لهم برامج وعروض خاصة تتلاءم مع متطلباتهم وميزانيتهم، إلا أن الأوضاع السياسية والأمنية أجهضت مخططاتها السياحية، حيث فشلت في استقطاب عدد السياح الذي تكهّنت به مسبقا، في وقت يسارع فيه مسؤولون في قطاع السياحة التونسي إلى تكذيب الأخبار التي تفيد بزعزعة الاستقرار في تونس، وطمأنة السياح بأن الظروف مستقرة وجد مناسبة لاستقبالهم، كما أعلنت وزارة السياحة التونسية عن تسجيل ارتفاع في عدد السياح القادمين إليها في الفترة الممتدة بين شهري جانفي وماي 2013 بنسبة طفيفة قدرت ب 0.5 ٪، فيما أكدت دخول ما يقارب 70 ألف جزائري إلى أراضيها. وبحسب معلومات صادرة عن مصادر في تونس، فإن عديد نقاط العبور بين تونسوالجزائر، عرفت تراجعا ملحوظا في الحركة، مرجعة الأسباب إلى الإشاعات الأخيرة حول غلق الجزائر لحدودها مع تونس، دون التطرق إلى الأوضاع الداخلية التي تشهدها هذه الأخيرة، كما أشارت المصادر ذاتها إلى أن هذه الفترة من السنة تعرف عادة دخول الآلاف من الجزائريين إلى تونس، حيث تبدو بعض المدن التونسية كأنها مدن جزائرية من كثرة الجزائريين فيها، إلا أنها لم تفصح عن أي أرقام عن عدد الجزائريين في تونس خلال هذه الفترة. ولعل شهر رمضان شكل فاصلا في عطلة الصيف بالنسبة للجزائريين، الذين يرغبون قضائه في أوساط عائلية، ما جعلهم يعزفون عن التوجه لأي دولة أخرى، إلا أن شهر أوت سيشهد حركية كبيرة أين سيتوجه عدد كبير منهم إلى وجهات سياحية مختلفة لاستكمال العطلة، وتبقى تونس الوجهة رقم واحد، لكن حالة التوتر القائمة جعلت الجزائريون يعمقون التفكير فيما إذا كان اختيار تونس هو الخيار الأحسن في ظل الظروف الراهنة، فيما ستفصل الأيام القليلة القادمة في قرارهم بحسب تطورات الأوضاع في تونس، وهو التحدي الذي يواجه السلطات التونسية، التي ستضطر إلى ضبط الوضع الأمني والسياسي لتفادي الخسائر التي لحقت بها سنة 2011، عندما تراجعت السياحة بنسبة 51 ٪، والتي قدرت بأزيد من 400 مليون دولار. للإشارة، فإن قطاع السياحة يشكل العمود الفقري للاقتصاد التونسي، حيث يساهم بنسبة6.5 ٪ من الناتج الإجمالي الخام، 60 ٪ من الميزانية التجارية، ويوفر لقمة العيش لآلاف المواطنين إذ إن 30 ٪ من الشعب التونسي يعيش على قطاع السياحة، ولهذا تسعى تونس جاهدة إلى الحفاظ على مكانتها كوجهة سياحية خصوصا بالنسبة للأجانب الذين قل عددهم بعد الثورة، حيث تعمل على إعادة بعث القطاع من جديد وتوفير العروض المناسبة لاستقطاب 7 ملايين سائح خلال السنوات القليلة القادمة.