نظمت نهاية الأسبوع الخلافة العامة للزاوية التيجانية بولاية الأغواط الملتقى الوطني الثامن لسيدي عبد الجبار التيجاني الذي احتضن فعاليته مسجد سيدي عبد الجبار "محط السلطان "بمدينة عين ماضي وسط حضور مكثف ومميز لعلماء الدين ومختلف الدكاترة والأساتذة الذين قدموا من مختلف ربوع الوطن وخارجه. وقد أسهب الدكاترة الذين تدخلوا بعرض سبع محاضرات حول التحاور في الاختلاف الفقهي ومن بينهم الدكتور زيد الخير مبروك عدة جوانب تتعلق بمشروعية الاختلاف لدى العلماء وتسليط الضوء على أسبابه وإدراكاته الأدبية والعلمية وكذا الاقتداء بمنهج العلماء المستمد من الكتاب والسنة المحمدية. كما تناول الملتقى الذي حمل شعار "راحة الأمة باختلاف الأئمة" رسالة مباشرة إلى طلاب العلوم الشرعية تحثهم على الاجتهاد في تحصيل العلم ونبذ التعصب المذهبي والفكري مع جعل الحق هو الغاية المنشودة لتحقيق تعاليم ديننا الحنيف، إلى جانب الإشارة إلى انتهاج طريق الإعمار الفكري في النصوص الشرعية لإيجاد الحلول للموازين والأحداث والمستجدات، واحترام الرأي المتبادل في اختلافات الأئمة وكذا الاقتداء بالعلماء في النصح والإرشاد وإدراك الحقائق بعيدا عن أي تزييف أو مبالغة. وكانت الفرصة مواتية في خضم هذا الملتقى الذي تخللته عدة نفحات دينية وقرآنية من توقيع بعض شيوخ وطلبة الزوايا الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن، قيام الشيخ التيجاني بلعرابي بتقديم رسالة نصح للشباب الجزائري مفادها التمسك بالوحدة الوطنية وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، إلى جانب عدم ترك الدول الغربية وما تشهده الساحة العربية من تغيرات في الموازين السياسية بأن تؤثر على كيانهم وتفكيرهم الذي لا بد أن يكون محصورا في ضمان استقرار البلاد وشعبها بما يضمن توفير الطمأنينة في النفوس.