خلّفت مجزرة ذبح وقطع رؤوس ثلاثة من أقارب السيناتور والمحافظ السابق للأفلان بتلمسان حالة من القلق في الأوساط المحلية على خلفية التسريبات التي رافقت الكشف عن الجريمة التي اودت بثلاثة صيادين بجبل حيداس بعصفور أقصى غرب تلمسان المحاذية للحدود المشتركة مع المغرب. و في هذا السياق علمت "البلاد" بأن مصالح الأمن تحقق منذ مدة في ما تردد بشأن وجود مسلحين من شبكات التهريب المبحوث عنهم في قضايا لتهريب المخدرات، وعلمت "البلاد" أن هذه الشكوك جاءت في أعقاب توقيف المدعو "ج. ف" البالغ من العمر 23 سنة من قبل الفرقة الاقليمية للدرك الوطني في حجز أمني بمدخل مدينة زناتة شمال تلمسان على متن سيارة من نوع "رونو سافران" في الخامس عشر أفريل الماضي محملة ب 10 قناطير و54 كلغ من الكيف المعالج، وقد أدت التحقيقات إلى الكشف عن صلة هذه العملية بمحاولة أخرى أحبطها عناصر حرس الحدود ويتعلق الأمر بإحباط تهريب 20 قنطارا من المخدرات في نفس اليوم بالقرب من مزرعة بني ويسي يحيى بمغنية، على بعد أمتار قليلة من خط الشريط الحدودي، وقد كانت على متن شاحنة من نوع فولسفاقن، عثر بداخلها على 20 قنطارا و89 كلغ من الكيف المعالج، تخلى عنها سائقها ولاذ بالفرار للمغرب. التحقيقات أكدت العلاقة بين المحاولتين ، وتكمن أهمية هذه العلاقة في الكشف عن تورط 7 أشخاص من بارونات تهريب الكيف بجبالة والسواني وسيدي بوجنان و الزوية ، وهو ما أدى إلى شن عملية توقيفات بالجملة لأبرز بارونات التهريب في الحدود الغربية ،إلا أن ذلك لم يكن يعني نهاية مسلسل التهريب الذي كال كل شيء لأن مرور أشهرا قليلة بعد الحملة التي شنتها مصالح الأمن من الدرك والشرطة التي أوقفت بارونا بالقرب من الزوية في بني بوسعيد ، كان متبوعا بقرار الاجراءات المشددة على التهريب بالحدود الغربية وتسقيف بيع المازوت والبنزين في الشريط الحدودي الذي خلف توترا كبيرا لازالت تفاعلاته قائمة في مناطق الشريط الحدودي ، بل ومحل تلاعب من طرف عصابات التهريب التي فر عدد من عناصرها للمغرب ، لكن مصادر أخرى ترى أن بروز جماعات مسلحة في المنطقة التي تمتد من جبل عصفور إلى العمق الحدودي من المغرب الشرقي له علاقة بفرار العديد من المهربين و مساعدين لهم ، حيث وسّعت مصالح الأمن من تحقيقاتها التي أدت إلى توقيف 4 أشخاص من غرب منطقة بني سنوس ذات الامتداد الجغرافي مع الزوية الحدودية ، وتؤكد مصادر متطابقة إلى أن هذه العملية من شأنها جمع خيوط ما يجري قرب الحدود مع المغرب مع بداية الزهور الاستعراضي للجماعات الارهابية بالحدود الغربية ، وتثار العديد من الشكوك بشأن هوية الارهابيين الجدد الذين يشار إلى أنهم يتشكلون من المبحوث عنهم في قضايا التهريب الدولي للمخدرات . وكانت عدة تقارير أممية وجزائرية حذّرت في وقت سابق من تحالف الجماعات الارهابية مع عصابات التهريب الدولي للمخدرات ، هذه العصابات التي وجدت في المغرب المأوى الآمن لها ، برغم الرسائل السياسية التي بعثت بها الدبلوماسية الجزائرية للمغاربة ضمن الرد على الادعاءات بشأن إصرار الجزائر على الابقاء على الحدود الغربية مغلقة، إلا أن المخزن فضل إدارة ظهره لكل تلك النداءات والتحذيرات من مخاطر اغراق المنطقة في عوالم الجريمة المنظمة ذات الارتباطات الدولي ، وهذا ما أكد للجزائر أن تجارة المخدرات تدفع نحو إحداث علاقة وطيدة بين البارونات والجماعات الارهابية التي تؤمّن طرق التهريب من الساحل للحدود الغربية