اشترطت الشركة النرويجية "شتات أويل" على الجزائر، تحسين خدمات الأمن واستعدادات الطوارئ في منشأة الغاز بتيڤنتورين التي تعرضت لهجوم إرهابي واستهداف للرهائن بداية هذا العام قبل أن تسمح بعودة موظفيها لاستئناف العمل هناك. هو شكل آخر من أشكال الابتزاز الذي تتعرض إليه الجزائر من قبل المؤسسات الأجنبية منذ الهجوم الإرهابي على قاعدة الغاز بتيڤنتورين، حيث تسعى هذه الأخيرة إلى لوي ذراع الحكومة لفرض شروطها، عن طريق التشكيك في الوضع الأمني في الجزائر في كل مناسبة، فيما عبرت الجزائر عن موقفها بوضوح تام، عن طريق رفضها لأي شكل من أشكال الابتزاز، وهو ما عبر عنه وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي، الذي صرح بأن موقف البلاد حاسم في هذه المسألة ولن تقبل أي شروط من قبل المؤسسات الأجنبية التي كانت تنشط في الجنوب. وكانت الشركة البريطانية، "بيريتيش بيتروليوم" الشريك رقم 3 في مجمع الغاز إلى جانب الشركة النرويجية "شتات أويل" والمجمع الجزائري "سوناطراك" قد قررت إعادة موظفيها إلى تيڤنتورين خلال الأيام القادمة بعد غياب دام أشهرا طويلة بدعوى مخاوف مزعومة من تعرضهم لمكروه على أيدي عناصر القاعدة، مؤكدة مواصلتها لنشاطها في الجزائر، بعد مد وجزر دام فترة قبل أن تحسم قرارها في الأخير. وكانت الشركة النرويجية، قد فقدت 5 من موظفيها في الهجوم الإرهابي على قاعدة الغاز بعين اميناس، الذي نفذه إرهابيون تابعون لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الذي أكد بأنه جاء كرد فعل على التدخل الفرنسي في مالي، حيث كان الهجوم يهدف إلى القضاء على الرعايا الأجانب لتوجيه ضربة إلى الدول الغربية أكثر منه لضرب الاقتصاد الجزائري، فيما أكد تقرير بتكليف من مجلس إدارة "شتات أويل" إلى أن الشركة النرويجية اعتمدت بشكل كبير على الجيش الجزائري لحراسة الموقع، ولكن قوات الجيش و"شتات أويل" فشلا في توقع احتمال شن هجوم واسع النطاق كالذي شهده المجمع، كما أكد رئيس المخابرات النرويجية السابق، أن الشركة تواجه تهديدات أمنية خطيرة، كما توصل التقرير إلى 19 توصية، على رأسها ضرورة تجهيز استعدادات أفضل للطوارئ وإدارة المخاطر الأمنية. من جانب آخر، تسعى بعض الدول إلى إعطاء صورة سوداء عن الوضع الأمني في الجزائر، من خلال بعث تقارير تحوز على معلومات مضخمة، في حين تؤكد من جهة أخرى أن الإرهاب قضية دولية تهدد الجميع، فيما تسعى القاعدة إلى استعراض عضلاتها عن طريق بث فيديوهات مصورة عن تفاصيل الهجوم وكيفية التحضير له، والتدريبات التي قامت بها العناصر الإرهابية قبل تنفيذ العملية التي أسفرت عن مقتل 40 رهينة و20 مسلحا، في محاولة لبث الرعب.