المشادات أسفرت عن جرح عشرات المواطنين و6 إصابات في صفوف مصالح الأمن تسود مدينة غرداية حالة من القلق والترقب الشديد في صفوف سكان المدينة، بعد تزايد حمى الاشتباكات التي تشهدها المنطقة هذه الأيام، والتي خلفت ستة جرحى في صفوف الشرطة وتوقيف أربعة أشخاص. وقد امتدت المواجهات، لتشمل حي الغابة، بعدما أقدم مجهولون على حرق غابتين ومركز حراسة تتبع ملكيته للخواص. كما شهدت ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء حالة من الهدوء، والانتشار المكثف للمصالح الأمنية التي تواجدت بأعداد كبيرة في محاولة منها لبسط الهدوء ومنع توسع رقعة المواجهات. من جانبهم، عبر بعض سكان غرداية في اتصال مع "البلاد"، عن رفضهم الانسياق وراء الدعوات التي تنادي بالدخول في دوامة العنف، وتكرار ما حدث في بريان سنة 2008، حيث أكدوا أنه "بفضل وعي المواطنين، وتدعيم انتشار فرق الأمن، أصبحت الحركة عادية في المدينة، عكس ليلة أول أمس"، بعدما انتظم أمس "لقاء توعوي بمشاركة مختلف شرائح المجتمع في ولاية غرداية، والذي عرف حضور بعض من تعرضت أملاكهم للتخريب أو الحرق، حيث تم التذكير بضرورة التفطن لما يحاك ضد ولاية غرداية منذ مدة". كما اتهم ناشط حقوقي في المنطقة، شبكات المخدرات بالضلوع في الأحداث، مستدلا بوقوع الاشتباكات بالمكان نفسه الذي تم فيه حجز كمية من المخدرات منذ حوالي أسبوع، بساحة العقيد لطفي "سوق لحظب"، كانت بحوزة أحد كبار تجار المخدرات المسكوت عنهم سابقا. ونادى بضرورة إيجاد خطة جادة وعاجلة في موضوع مافيا المخدرات خاصة، والفساد الذي استقوى وكلف المدينة غالياً. ويأتي هذا بعد المواجهات التي وقعت بين المزابيين والعرب من سكان وسط مدينة غرداية، بعد إقدام بعض سكان حي العقيد لطفي وباب الحداد على قطع الطريق العمومي وسط المدينة، احتجاجا على ندرة المياه التي تعرفها المنطقة هذه الأيام، وهو ما قوبل برفض بعض شباب وسكان المنطقة الذين تدخلوا من أجل فتح الطريق. كما توجهوا لغلق مقر الجزائرية للمياه ردا على قاطعي الطريق، مما تسبب في وقوع مناوشات كانت طفيفة في البداية، لكنها كادت أن تأخذ أبعادا خطيرة، خاصة من العرقي، لولا سرعة تدخل عناصر الأمن التي تمكنت من احتواء الوضع. وقد عادت المواجهات بين الطرفين مرة أخرى، حيث اتسعت رقعة الاشتباكات، مما تسبب في عدة أعمال تخريبية أدت إلى حرق مقرات عمومية على غرار مقر الجزائرية للمياه، إضافة إلى حرق مزرعتين ومجموعة من السيارات والدراجات النارية. من جهة أخرى، شهد حي بلدية حاسي لفحل بولاية غرداية، مشادات عنيفة بين مجموعة من الرعايا السوريين والجزائريين، حيث خلفت المواجهات جرح سوريين و3 جرحى جزائريين مع تعرض سيارتين للتحطيم. من جهتها قامت مصالح الدرك الوطني بإلقاء القبض على خمس رعايا سوريين، واحتجازهم على ذمة التحقيق. وتعود خلفية الاشتباكات التي وقعت بين الطرفين إلى نزاع حول قطعة أرض فلاحية.