هدوء في الصباح وتجدد الاشتباكات مع حلول الظلام تعليمات مشددة من الهامل لضمان الأمن والهدوء في المدينة سارع أعيان ووجهاء بمدينة غرداية، إلى تكثيف تحركاتهم من أجل إيجاد حلول للأزمة التي تشهدها المنطقة. تم من خلالها عقد اجتماع طارئ مع والي الولاية والسلطات الأمنية بحضور السلطات المحلية لتباحث مسألة توقيف أحداث العنف والاشتباكات التي تشهدها بعض الأحياء من المدينة. وتأتي تحركات بعض الأعيان من أجل توقيف أحداث العنف وإعادة الأمن إلى المنطقة بكل الطرق الممكنة. كما حذروا من وجود أطراف خارجية تساهم في "بث سمومها ونشر الفتنة بين سكان ربوع هذه الولاية". وقد أفضت هذه الاجتماعات إلى قرارات عديدة، منها تعزيز تواجد قوات الأمن في نقاط التماس لمنع الاحتكاك بين الأطراف المتنازعة، وتكثيف التنسيق والتعاون بين لجان الأحياء من الجانبين، ووضع خطة عمل دائمة لمنع تكرار حدوث مثل هذه التجاوزات "المؤسفة". وقد بادرت جمعيات الأحياء في كل من باب الحداد وعين لوبو وبابا السعد إلى تنسيق جهودها من أجل وضع حد لهذا العنف. وقامت بتكثيف عمليات الحراسة في كل المداخل والمخارج المؤدية لسوق الحطب، إلى جانب التواجد المكثف لعناصر الأمن وقوات مكافحة الشغب، حيث يلاحظ عودة الهدوء والطمأنينة بعد ثلاث ليال من التوتر، اقتضى الأمر تدخل قوات مكافحة الشغب واستعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتخاصمين. كما تعزز التواجد الأمني بنصب حواجز لمراقبة الدراجات النارية وأصحابها "الملثمين" الذين كانوا طرفا في إذكاء نار الفتنة بتصرفاتهم الاستفزازية. وقد أفادت مصادر للبلاد بأنه تم أيضا "إطلاق سراح بعض الموقوفين في أعقاب هذه الأحداث من أجل تعزيز سبل التهدئة". وأوضحت أن هناك تعليمات مشددة من اللواء الهامل لتوفير الأمن والحد من الإجرام، أين تم تسجيل حواجز أمنية مشددة في المساء، وتشديد الرقابة على العناصر التي تأتي من خارج غرداية، إضافة إلى إقامة عدة حواجز أمنية، لمراقبة الدراجات. وفرق لترقب أي طارئ. كما نفت في وقت سابق، مصادر في الأمن الوطني أن يكون هناك حظر للتجول في مدينة غرداية، في أعقاب الأحداث التي عاشتها المنطقة خلال الأيام الأخيرة. وقد شرعت بعض الجمعيات في حملات نظافة واسعة، لتطهير ما خلفته الأحداث. في انتظار ما سموه "خطة أكثر جدية للتصدي لظاهرة الإجرام وصناع الفتن"، نظرا إلى "الوعي العام، وجهود التعبئة منذ ليلة أمس وأمس الأول، من أجل غلق الطريق أمام شبكات الإجرام المنظم". حيث انطلقت في حملة نظافة واسعة ليلة أول أمس، شارك فيها عدة جمعيات للأحياء، انطلقت من ساحة العقيد لطفي وبابا الحداد وستشمل أحياء أخرى. في رسالة حضارية من طرف سكان غرداية لكل "من تسول له نفسه تحويل غرداية إلى مرتع للجريمة والفتن". وعن آخر التطورات التي تشهدها المنطقة، فقد أفاد شاهدون عيان أن "الفترة الصباحية يسودها الهدوء التام في أرجاء المدينة، وقبيل المغرب يتجمع الشباب من كلا الطرفين لإثارة المشكل مرة أخرى والدخول في مواجهات بين الطرفين". كما أوضحوا أن الأجواء لا تزال مشحونة، مما يتطلب الحيطة والحذر إلى غاية إخماد نار الفتنة القائمة.