لم أتلق ردا من آيت أحمد على رسالتي ولا أنتظر الرد السعيد بوتفليقة صديقي وبن فليس كذلك سندعم الرئيس بوتفليقة إن ترشح للرئاسيات أقسم بالله العظيم أن بوتفليقة لم يقصني في تشريعيات 2007 وقرار عدم الترشح كان شخصيا الأمين العام للأفلان لا يتلقى التعليمات من أحد وبوتفليقة رئيس شرفي للحزب أنا مع التعايش بين الإسلاميين والوطنيين في مصر وتونس وليبيا والدول العربية الأخرى في البداية سيد سعداني، كيف ترى الوضع في الحزب بعد وصولكم للأمانة العامة، في ظل عدم اعتراف جماعة بلعياط بدورة اللجنة المركزية في الأوراسي؟ ما تم في الأوراسي مطابق لما ذكرته، وكل ما سيكون خارج هذا الاطار فهو يعبر عن عمل غير نظامي وغير قانوني، ومن يعمل خارج هذا الإطار سوف يحسب عليه. كما أنني لا اعتقد أن هناك مشكل في الحزب، بعدما قمنا بعقد الندوات الجهوية، والتي كانت جد ناجحة وعرفت استجابة المناضلين وإطارات الحزب والنواب. ونحن نعمل على استكمال عقد الندوات الجهوية المتبقية ثم المركزية وانتخاب قيادة الحزب. وبالنسبة لتاريخ اللجنة المركزية سيتم برمجته بعد استكمال عقد الندوات الجهوية. يطرح تأخر تشكيل المكتب السياسي للحزب عدة نقاط استفهام، خاصة أن المواعيد التي أعلنت عنها لتشكيله قد مرت ولم يشكل لحد الآن، ما أسباب ذلك؟ المكتب السياسي، ليس هو الحزب، بل يتم اقتراحه من طرف الأمين العام ويصادق عليه من طرف اللجنة المركزية. وبالنسبة لسبب تأخر تشكيل المكتب السياسي، فيعود أساسا لكوننا لم نرغب في تشكيله والقاعدة لا تزال مشوشة. فنحن نريد تجميع الصفوف. كما أننا سنعطي تعليمات للابتعاد عن الإقصاء وما يعكر صفو التجميع. على وقع حديثك عن المصالحة، هل من خطوات عملية لجمع الشمل مع الطرف الثاني؟ لا يوجد طرف ثاني في جبهة التحرير الوطني، فبعد اجتماع اللجنة المركزية لن يكون هناك طرف آخر، إلا من هم خارج اللجنة المركزية. فهم يتحركون في الصحافة فقط، والمناضل الذي يتحرك خارج الأطر يرتكب خطأ جسيما في حق الحزب. وأنا متأكد من أن العدالة لن تفصل إلا بما فصلت فيه اللجنة المركزية، لأن هذا ما هو منصوص عليه في القانون. ومن ينتظر من مجلس الدولة اتخاذ قرار ضد اللجنة المركزية فهو لا يفقه قانون الأحزاب. عودة إلى المكتب السياسي، ماهي المعايير التي يعتمدها سعداني في تشكيله؟ نسعى لأن يكون مكتبا سياسيا جامعا، يحصل على رضا اللجنة المركزية والقاعدة، مكلف بمهمة إذا نجح في تأديتها في ظرف عامين، سيتم تجديد الثقة فيه وإلا سيتم تغييره. والأمين العام لابد أن يترفع عن الخلافات، فهو يقوم باحتواء جميع الآراء والمناضلين لا تفرقتهم. كما أؤكد أنه لا يوجد أي شيء صعب عندما يكون العدل وعدم وجود محاباة واتخاذ المسؤولية في وقتها، فكل واحد يعمل في الإطار الذي يوجد فيه. تُتهمون من قبل جهات عديدة داخل الحزب بوجود شبهات الفساد وسيطرة أصحاب "الشكارة" بعد وصولك للأمانة العامة؟ شبهات الفساد التي تثار حول الأفلان، تدخل ضمن العمل السياسي غير المهذب، حيث يتم الرمي بالتهم دون حجج، في إطار الدعاية التي يراد أن تلصق بالحزب، يحملها أناس ليس لهم باع في الحزب والنضال. من جانبنا، دائما ما نقوم بوضع الحزب والأشخاص في الميزان أمام المنتخبين، حيث كنا ولازلنا نناقش هذه القضايا داخل الهياكل. ولا أعتقد أن مناضلا يتم انتخابه من طرف مجاهدين، وزراء وكبار المناضلين وهو "موسخ"، هذا شيء شاذ إذا كان موجودا في العمل السياسي. وأنا أؤكد أنه لا توجد "الشكارة" في الحزب، فكل الأحزاب يناضل فيها رجال أعمال ومثقفون وكتاب، فالحزب يتكون من مختلف الطبقات، ولن نسمح أبدا أن تستخدم "الشكارة" أو شراء الأصوات بالأموال. كما أنني سأعطي تعليمات صارمة في هذا الشأن. وبالتالي كل ما يثار هو كلام مردود على أصحابه. يقال في كواليس الجبهة إنك صنيعة شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة، هل فعلا دعمك حتى انتخبت في منصب الأمين العام للأفلان؟ هذا غير صحيح وهو كلام الفاشلين والمعارضة التي دائما ما تعلق فشلها على شماعة. لذلك أقول لمن يروج مثل هذا الكلام، هل رأى أحد السعيد بوتفليقة في نزل الأوراسي، هل اتصل السعيد بوتفليقة بأعضاء اللجنة المركزية وطلب منهم أن ينتخبوني أمينا عاما للأفلان، على هؤلاء الذين يروجون مثل هذا الكلام الكاذب أن يأتوا بدليل واحد أن شقيق الرئيس يقوم بدعمي، بل من يقف ورائي هم غالبية أعضاء اللجنة المركزية الحقيقيين والذين طلبوا مني الترشح ثم زكوني أمينا عاما للحزب العتيد وهو ما أعتبره شرف كبير. لذلك أقول إن الكثير من وجوه المعارضة تبحث دائما عن ترويج أمور ليست لها علاقة بالأمور التنظيمية للحزب، وهذا لكونها تدرك بأنها لا تملك الشرعية عند المناضلين الحقيقيين للجبهة. وزيادة على هذا، الجميع يدرك أنني مناضل قديم في صفوف الحزب وتقلدت فيه العديد من مناصب المسؤولية بالتدرج حتى وصلت إلى منصب الأمين العام ولدي الكثير من العلاقات الطيبة مع العديد من السياسيين بالجبهة وحتى بأحزاب أخرى. هل فعلا السعيد بوتفليقة صديقك؟ نعم السعيد بوتفليقة صديقي وكذلك الأمر كما قلت لك مع العديد من الشخصيات السياسية الأخرى. هل لديك معلومة إن كان الرئيس بوتفليقة سيترشح لرئسيات 2014 أم لا، وهل سيلجأ كما يتداول إلى التمديد عن طريق تعديل الدستور؟ لا أملك الجواب على سؤالكم لأن الوحيد الذي يملك الإجابة عليه هو شخص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، رغم أنني أدرك بأن الرئسيات لايزال موعدها لم يحن بعد، لكنني بصفة أمين عام لحزب الجبهة أستطيع أن أقول لكم إن ترشح الرئيس سوف ندعمه باعتباره رئيس الحزب. وإن لم يترشح الرئيس، من ستدعمون بلخادم مثلا؟ لكل حدث حديث، الجبهة الآن رئيسها هو رئيس الجمهورية، هذا ما أعرفه وإن أراد الترشح سندعمه. لذلك أقول إن باب الترشح أمام بلخادم مغلق إلى أن يعلن الرئيس موقفه، وهو الأمر الذي ينطبق على بلخادم وعلى غيره من المترشحين الذين يريدون الحصول على دعم الجبهة كحزب. أما من أراد الترشح حرا، فهذا أمر آخر وكل شخص حر في اتخاذ الموقف الذي يراه مناسبا. وإن ترشح علي بن فليس، ماذا سيكون موقفكم كحزب؟ بن فليس إن أراد الترشح فهو حر في ذلك ولا يستطيع أحد أن يقول له لا تترشح. أما الجبهة إن ترشح رئيسها ستدعمه وإن لم يترشح، اللجنة المركزية ستدعم من تراه مناسبا. ما نوع العلاقة التي مازالت تربطك بعلي بن فليس؟ هو أيضا صديقي. إن لم يترشح الرئيس، هل لديك طموح في الرئاسة، كونك أصبحت أمين عام حزب الأفلان؟ لا ليس لدي طموح في الرئاسة ولا تهمني وهناك من هو أهلا لهذا المنصب أكثر مني. هل اطلعت على مسودة التعديل الدستوري وإن كان كذلك، ماذا عن أهم نصوصها؟ لم أطلع عليها ولا أدري ما تحتويه وما أقوله حقيقة وليس كلام للتسويق، لكن عندما يقرر الرئيس إجراء التعديل الدستوري سوف نمنح تعليمات لنواب الحزب بالغرفتين بالتصويت على التعديلات التي من المقرر أن تعرض على غرفتي البرلمان. لماذا عارض الوزيران عمار تو ورشيد حراوبية تزكيتك أمينا عاما، رغم أنهما تربطهما بك علاقة طيبة للغاية؟ الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، والاختلاف في الآراء مطلوب في الحزب وهم أحرار في موقفهما، وهو موقف لا يزيد ولا ينقص في رأي أعضاء اللجنة المركزية الذين قالوا كلمتهم بكل وضوح في اجتماع الأوراسي، وبالتالي هما عبرا عن رأيهما كأعضاء لجنة مركزية وليس من منصبهما كوزيرين آنذاك لأنه داخل اللجنة المركزية جميع الأعضاء متساوين من المناضل البسيط إلى من يشغل أعلى منصب في الدولة، كون أي عضو له صوت واحد فقط داخل اللجنة المركزية. ما سر عودتك القوية على الساحة السياسية، خاصة وأن الكثير من الألسن أكدت أن الرئيس كان غاضبا منك في وقت سابق ومنعك من الترشح في تشريعيات 2007؟ أقسم بالله العلي العظيم أن الرئيس لم يكن له دخل في قضية عدم ترشحي سنة 2007، بل هو قرار خاص بي واتخذته عن قناعة، بناء على المعطيات التي كانت أمامي وكذا أمور خاصة بي، كما كان الحال عندما قررت العودة الآن وزكيت في منصب الأمين العام. هل تلقيت تعليمات من طرف الرئيس أو محيطه جعلتك تتراجع عن تعيين أعضاء المكتب السياسي؟ الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني لا يتلقى التعليمات، والقانون ينص على أن الأمين العام يقترح أعضاء المكتب السياسي على اللجنة المركزية ويعرضون للتزكية، وفضلنا أن يكون هذا الأمر بعد عقد لقاءات جهوية على مستوى جهات الوطن الأربع حتى نتمكن من أخذ نظرة شاملة ودقيقة عن ما هو متداول بين القواعد. لذلك أقول إن تعيين أعضاء المكتب السياسي سيكون في الوقت المناسب. معنى كلامك أن منصب رئيس الحزب هو منصب شرفي فقط؟ نعم هو منصب شرفي، لأن رئيس الجمهورية هو رئيس للجميع ويجب أن نحافظ على مكانته العالية ولا ندخله في الأمور التنظيمية للحزب، وحتى هو هل تظنون أنه سيقبل بهذا الدور، الرئيس منصبه كبير ولا يجب أن ندخله في مثل هذه الأمور التنظيمية الحزبية التافهة. ما السر في رسالتك التي بعثت بها إلى الزعيم التاريخي آيت أحمد، وهل فعلا الأفلان شرع في توسيع التحالف الرئاسي الرباعي باستقطاب الأفافاس وحزب العمال؟ الرسالة التي بعثت بها إلى الزعيم التاريخي آيت أحمد كانت مبادرة شخصية مني كأمين عام للأفلان، لأنني كنت ولازلت أرى في أيت أحمد تلك الشخصية التاريخية الفذة التي بإمكانها المساهمة في بناء الجزائر ولو حاليا عن طريق النصح والإرشاد وتوجيه الشباب الحالي، ولم يكن أبدا هدفها كما روجت له بعض الأطراف المغرضة والتي تسيس كل شيء وتسبق النوايا السيئة على النوايا الحسنة، كما أريد أن أؤكد على شيء مهم وهو أن هذه الأطراف المغرضة هي من روجت لهذا الفهم للرسالة، فأنا ومنذ مجيئي على رأس الحزب شرعت في فتح مشاورات مع مختلف الأحزاب والبداية كانت مع حزب تاج وسنواصل مثل هذه اللقاءات والمشاورات مع أحزاب أخرى في المستقبل، إلا من لا يريد أن يلتقي بنا أو لديه مشكلة مع حزب جبهة التحرير الوطني، فهذا أمر آخر. لذلك أؤكد لكم أن هدف الرسالة التي بعثت بها إلى آيت أحمد لم يكن سياسيا، بقدر ما هو اعتراف مني بقيمة وقدر هذا الرجل العظيم. وهل تلقيتم ردا على رسالتكم؟ لا لم نتلق أي رد وحتى وإن لم نتلق رد في المستقبل فهذا الأمر لا يعني لنا الشيء الكثير، لأن المهم بالنسبة لي هو أن الهدف تحقق بعد ما بعثت بالرسالة إلى قامة تاريخية كانت من مفجري ثورة نوفمبر. وصفت التغيرات الأخيرة التي مست بعض القيادات في المؤسسة العسكرية بأنها جاءت لحماية المؤسسة العسكرية، هل توضح لنا ما تقصد بكلمة الحماية؟ قلت هذا الكلام بعد التأويلات الخاطئة للبعض والمغرضة للبعض الآخر، بعدما أقر الرئيس تغييرات عادية جدا داخل المؤسسة العسكرية، وهي أمور دستورية لا تقتضي كل تلك التأويلات، وأقصد بحماية المؤسسة العسكرية أن التغييرات والمراسيم التي أصدرها الرئيس جاءت لصالحها ولحمايتها حتى تواجه التحديات الكبيرة التي أمامها، وأنتم تعلمون ما يجري على الحدود الجزائرية بعد الذي جرى في بلدان جيراننا، هذا ما أقصده لا غير، فالرئيس ومن خلال تغييراته أو مراسيمه التي أصدرها يهدف إلى عصرنة المؤسسة العسكرية وجعلها تواكب التطورات الحاصلة بالمنطقة والعالم وبالتالي حمايتها. في الجانب الخارجي، ماهي نظرة السيد سعداني لما يحدث في الوطن العربي من تغييرات في إطار ما يسمى الربيع العربي؟ نحن نعتبر أن العبرة بالنتائج، وما خلفه ما يسمى بالربيع العربي، هي نتائج كارثية على الشعوب ومقدراتها وعلى مستوى البنى التحتية والإمكانيات البشرية بسقوط الآلاف من الجنود، والحرية لا تأتي بها أمريكا التي تريد أن تضرب الناس بالصواريخ وضرب الشعوب والحرية تأتي من الداخل وما يأتي من الخارج فهو استعمار. وفي رأيي، تبديل الوطنيين بالإسلاميين كان مقصود منه التآكل، لأن الاسلامي لا يمكن أن يحكم، والوطني لا يقبل بأن يُحكم من طرف الإسلامي. بالتالي كانت تستهدف جعل الشعوب العربية مقسمة بين إسلاميين ووطنيين، لأنهم يعرفون أن التيارات لا تقبل بعضها بعض. أما بالنسبة لتجربة تونس فهي تجربة ناجحة مقارنة مع التجارب الأخرى، لأن ما خطط من الخارج كان مدروسا جدا. وفي تونس هناك تعايش، لكن نأسف لما يحصل هناك لتوقف العجلة، وندعو إلى التقارب فيما بينهم لبناء دولة موحدة. وندعو الى التعايش والمصالحة بين مختلف التيارات لبناء الدولة وهو ما نأمله في مصر بين الاخوان والوطنيين وفي ليبيا وسوريا وكل الدول العربية.