قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا إن الائتلاف لا يرفض مؤتمر جنيف2 لمجرد الرفض، وإنه يقبل به وفق معطيات تضمن نجاحه وعدم تلاعب النظام السوري به، بينما قالت واشنطن إنها ستكون أكثر استعدادا لمشاركة إيران بالمؤتمر إذا أيدت علانية بيان 2012 الذي يطالب بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا. وأوضح الجربا -في مؤتمر صحفي عقد في إسطنبول الاثنين- أنه قدم جملة معطيات للدول الكبرى وللأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لضمان نجاح هذا المؤتمر. ولم يفت الجربا التأكيد على أهمية تزويد الثوار بالأسلحة النوعية الضرورية لرد عدوان النظام، وتمكينهم من تحرير البلاد. وعن دوافع التوجه لقبول جنيف2 أشار الجربا إلى أن هناك ضغوطا دولية تقع على المعارضة السورية لإلزامها بالمؤتمر كممر لأي تعامل دولي معها. وتابع "ولأننا نعلم خطورة الموقف وحساسية اللحظة وأهمية الدعم الدولي ومدى كذب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قررنا أن نتعاطى مع جنيف 2 من بوابة الانفتاح الحذر". ولفت الجربا إلى أنه طالب بأن يسبق أية عملية تفاوض مزمعة توفير ضمانات ورعاية عربية وإسلامية، ولاسيما من السعودية وقطر وتركيا والإمارات والأردن، وتحت إشراف جامعة الدول العربية. وذكر أنه تم رفض أي مشاركة لإيران كوسيط في عملية التفاوض، معتبرا أنها "دولة محتلة من خلال مرتزقة يقاتلون أبناء الشعب السوري".واعتبر الجربا أن هذه المعطيات تعد إطارا لعملية تفاوضية منطقية، وإذا ما تمكن المجتمع الدولي من تأمينها سيكون بالإمكان طرحها على الائتلاف الوطني لبلورتها أولا وعرضها على المجلس العسكري الأعلى وهيئة الأركان لمناقشتها مع الفصائل الثورية للبحث في إقرار المشاركة أو عدمها. وقال متحدث باسم الأممالمتحدة إن المنظمة الدولية تدعو لعقد مؤتمر دولي بشأن سوريا في منتصف الشهر المقبل. وأوضح أن الأمين العام للمنظمة الدولية عازم على عقده، رافضا تكهنات تفيد بأن مؤتمر جنيف 2 قد يتأخر لمدة أطول بسبب صعوبات في إقناع الأطراف السورية بالحضور. من ناحية أخرى، قالت الولاياتالمتحدة إنها ستكون أكثر واستعدادا لمشاركة إيران في مؤتمر جنيف2 إذا أيدت طهران علانية بيان 2012 الذي يطالب بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا. وأوضحت ماري هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "كنا واضحين في مرات عديدة بشأن دور إيران الهدام في الأزمة السورية، وننتظر من أي طرف يود إدراجه في مؤتمر جنيف 2 أن يقبل ويؤيد علانية بيان جنيف"، مضيفة "إذا كانت إيران مستعدة لتأييد بيان جنيف علانية فسنبحث إمكانية مشاركتها بشكل أكثر انفتاحا". وقالت في وقت لاحق إن الولاياتالمتحدة ستنظر لمشاركة إيران بشكل أكثر إيجابية. وسعى "بيان جنيف" الصادر في 30 جوان 2012 إلى رسم طريق للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع، ووافقت عليه قوى كبرى مثل الولاياتالمتحدة وروسيا ودول الخليج والعراق، ولكن لم توافق عليه إيران لعدم دعوتها لحضور المحادثات.