المغلوب مولع بتقليد الغالب كما يقول ابن خلدون، ولكل امرء من دهره ما تعودا، كما يقول المتنبي! البرتغاليون أخذوا عن البرازيليين لعبة كرة القدم، بعد أن احتلوهم من أيام ''فاسكو دي فاما'' وتعادلوا معهم أو فاقوهم، وبالطبع ورثوا عنهم اللغة كمكسب استعماري والأمريكيون أخذوا عن الانجليز نفس اللعبة في السنوات الأخيرة، وتعادلوا معهم! ولكن الجزائريين الذين ورثوا عن فرنسا اللغة كمكسب استعماري على الأقل بالتعبير السعداوي نسبة الى سعيد الآرسيدي، ولم يرثوا عنهم الكرة، اكتسبوا منهم النرفزة وطول اللسان والعراك والخصام. الديكة الذين دخلوا المونديال بالطرق غير الحلال بعد حلول لعنة تحايلهم على الإيرلنديين، دخلوا في ''هوشة'' بينهم عند تحقيق نتائج ضئيلة انتهت بسب المدرب، والذي جاء بالمدرب، ووصلت أصداؤها حتى ''للمعلم'' ساركوزي في الإليزيه! وهي النتيجة التي تصب في خانة ''خذ حقيبتك وانصرف'' والجزائريون الذين احتلتهم فافا طيلة 130 سنة زائد ربع عدد السنين من الحماية غير المباشرة، وهذه مدة تكفي لتعليم ما لم يعلم، أخذوا عن هؤلاء الطباع السيئة، من اعتبار كل ما هو عمومي ''بايلك'' يجوز الاستحواذ عليه وسرقته وحتى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.. حتى في السياسة وليس في الكرة.. بدليل أن عددا من الفرنسيين ذهلوا حينما تم اختيار ساركوزي رئيسا لدولة بحجم فرنسا! ولهذا ليس مستغربا أن نسمع في أوقات الشدة شعارات داخل فريق الخضر حول أحقية من يكون في الملعب، ومن يكون المتفرج عن قريب، بعد أن جمع الفريق الغث والسمين واستعصى عليه البحث عن مهاجمين يقذفون ويصيبون. ولهذا ليس صحيحا أن نطحة زيدان التاريخية ضد لاعب من الطليان، هي اللحظة الوحيدة التي أثبتت أن دم الرجل جزائري، فدماؤه أيضا فرنسية وتشتعل كالفتيل في النار من أيام (غير المرحوم) بيجار وحتى أيام ريمون مدرب ل ''بلوات''!