فتحت المصالح الأمنية منذ أشهر، تحريات مكثفة حول شبكات تهريب العاج التي تسقط تباعا بين أيدي الجهات الأمنية، حيث يتم التحري في مصدر هذه المواد المحظورة، التي تبين أن أغلبها تخص أنياب الفيل الإفريقي التي تحولت إلى مصدر للثروة لدى المهربين الذين ينشطون ضمن شبكات إفريقية وآسياوية لتصدير العاج إلى دول أجنبية عبر الجزائر، خاصة أن صفقات تهريب العاج تضمن الملايير لأصحابها. أحبطت فرقة مكافحة المساس بالتراث الثقافي التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر، مخططا لتهريب كميات من أنياب الفيل نحو دول أجنبية حسب ما أفاد به رئيس خلية الإعلام والإتصال بأمن الولاية، حيث تم حجز أزيد من 35 كغ من العاج إلى جانب 476 قطعة تحفة أثرية من مادة العاج المحظورة، حيث أطاحت ذات الفرقة في القضية الأولى بشخصين من أصول آسياوية تم توقيفهم وبحوزتهما 5 أنياب الفيل متوجهة نحو تهريبها للخارج يفوق وزن القطعة 7 كغ وتقدر قيمتها في السوق الوطنية بين 6 إلى 14 أورو للغرام الواحد مما يعني أنها تربح المهربين مبلغ مالية هامة في الدول الأجنبية، كما تم في ذات السياق إفشال مخطط لتهريب كمية معتبرة من مادة العاج نحو الخارج بعد إلقاء القبض على الشخص المشتبه فيه وهو من جنسية إفريقية كان مقيما منذ 12 سبتمبر بطريقة غير شرعية داخل التراب الوطني، حيث بعد تفتيشه عثر في منزله على 476 قطعة تحفة أثرية تمثلت في تماثيل صغيرة إلى جانب 3 أنياب لحيوان الفيل الذي تبين حسب الخبرة التقنية أنه من أصل إفريقي إضافة على خواتم وقلادات 200 قطعة مختلفة الأشكال والأحجام. وبناء على ذلك، تم تقديم المعني أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الحراش الذي أمر بإيداعه الحبس الاحتياطي بتاريخ 6 من الشهر الجاري، في حين استفاد المتهمون السابقون من استدعاء مباشر، وتجرى التحقيقات مع المتهمين حول مصادر هذه المواد المحظورة حسب القانون. يذكر أن مصالح الدرك تمكنت منذ فترة من إحباط عملية تهريب قطع أثرية ثمينة لاتزال تخضع للفحص لتحدد هويتها، إضافة إلى مادة العاج المهرّب من دول إفريقية مجاورة لتمريرها إلى أوروبا، خاصة إيطاليا، حيث تم توقيف شبكة دولية مختصة في التهريب والمتاجرة بالآثار، مكونة من عدة أشخاص من جنسيات مختلفة. وأن قيمة المحجوزات تتجاوز 20 مليار سنتيم. كما تم تفكيك عدة شبكات تنشط في تهريب مادة الحاج التي باتت مصدرا للثراء، نظرا إلى غلائها خاصة التحف الأثرية وهذا بعد تضييق الخناق على تجارة الأسلحة التي تواجه حصارا أمنيا على نشاطها فرضته قوات الأمن وحرس الحدود بشكل كبير.