أولى اللواء عبد الغاني الهامل اهتماما خاصا بموضوع الجماعات الهدامة والتيارات الدينية والفكرية المنحرفة التي تنخر المجتمع الجزائري بما في ذلك موضوع الشيعة، وهذا خلافا لسابقه المرحوم علي تونسي حسب ما أكده ضيوف منتدى "البلاد" من المهتمين بموضوع الشيعية والتشيع وامتداداته في الجزائر دون الإنقاص من جهود المرحوم، حيث اعتبروا تكوين الهامل واختصاصه القريب جدا من عالم "النيت" إضافة المعطيات الجديدة خاصة على المستوى الجهوي فرضت على الهامل تغيير طريقة التعامل مع الملف بداية بإنشاء مصلحة خاصة لمتابعة الملف على مستوى الجهاز الأمني وتدعيمه بإطارات تسمح لها كفاءتها العلمية بمتابعة الموضوع وتقفي آثار امتداده وتشعباته في الجزائر عبر مختلف الولايات، فضلا عن تمكين هذه المصلحة من الوسائل والإمكانات التي تسمح لها بأداء مهامها المرتبطة ارتباطا وثيقا بعمق الأمن القومي الجزائري. وحسب ما أكده نور الدين مالكي، وهو من الشباب المهتمين بملف الشيعة والرد على شبهاته، فإن الهامل يكون قد أوكل مهمة متابعة الملف إلى إطارات جديدة بعدما أجرى عملية تغيير في المصلحة المكلفة بجمع المعلومات. كما كشفت المصادر أن الشرطي رقم واحد في الجزائر قد أمر بإطلاعه يوميا على كل التقارير التي تنجز من قبل مصالحه حول موضوع التيارات الهدامة والجماعات المنحرفة التي تمارس عملية الاستمالة لأفكارها وتنشر مذاهبها بما في ذلك الشيعة في الجزائر، وهذا بعدما تبين للواء أن الظاهرة تنامنت في السنوات الأخيرة بناء على اهتماماته باعتباره كما يقول ضيوف "البلاد" متابعا جيدا لما ينشر على الشبكة العنكبوتية وبناء على ما وصله من تقارير بعدما أضحى الاهتمام بهذه الأخيرة مميزا مقارنة بالسنوات الماضية عندما كان مصيرها سلة المهملاة بعدما تنجز من قبل الأعوان والضباط. ويبدو أن ما حرك الهامل هو ما الذي لاحظه المتتبعون لهذا الشأن في الجزائر وتوصلت إليه مختلف التقارير والدراسات التي أنجزت حول موضوع الشيعة حيث التقت عند نقطة انتقال المتشيعين في الجزائر من مرحلة إلى أخرى أكثر جرأة سواء من حيث الرغبة في الظهور وإعلان القطيعة التدريجية مع مبدأ التقية المعتمد من طرف المتشيعين. ولعل ظهور تقارير إعلامية تؤكد أن مصالح الأمن أسقطت قوائم انتخابية كاملة في المحليات الماضية لثبوت تشيع أصحابها في ولايات عدة تؤكد أن هؤلاء يتحركون بخطى واعية ومحسوبة في مسار التطبيع، الأمر الذي جعل اللواء الهامل يدق ناقوس الخطر ويفعّل مصالحه.