انزعج وزير التربية الوطنية أبوبكر بن بوزيد من تصريحات سيناتور الأفلان، مسعود قمامة، الذي اقترح نقل أبناء ولاية تمنراست التي احتلت المرتبة الأخيرة في ترتيب الامتحانات الرسمية على مدار السنوات الأخيرة، للتمدرس في الخارج في ظل عجز الوزير بن بوزيد عن معالجة مشاكل القطاع بهذه الولاية. وأثار كلام السيناتور، خلال الجلسة العلنية بمجلس الأمة أول أمس الخميس، غضب الوزير بن بوزيد الذي برر ضعف نتائج الولاية بالعجز الحاصل في أساتذة بعض المواد، مبديا رفضه الاستجابة لمقترح رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح الذي طالبه بعقد لقاء ثنائي مع السيناتور صاحب السؤال قبل أن يغادر مجلس الامة مستعجلا. واتهم النائب قمامة، في سؤاله الشفوي، وزارة بن بوزيد بفرض مسؤولين على رأس القطاع بالولاية أثبتوا فشلهم في التسيير، وهو ما يفسر حسبه ضعف النتائج المسجلة بتمنراست على مدار السنوات الأخيرة، مضيفا أن وزارة التربية رفضت الاستجابة للكثير من التقارير التي رفعت إليها بشأن سوء التسيير وانعدام المعلمين في العديد من مدارس الولاية، إضافة إلى اتهامه القائمين على شؤون التربية في الولاية ذاتها باستعمال حافلات النقل المدرسي وسيارات المديرية لأغراض شخصية. وهي الاتهامات التي أغضبت بن بوزيد الذي دافع بقوة عن مديره بتمنراست، مؤكدا أن نتائج الامتحانات ''تحسنت منذ 8 سنوات تقريبا لكن تبقى غير مرضية مقارنة بباقي الولايات''. واستدل هنا بما تم تحقيقه في شهادة التعليم المتوسط التي احتلت فيها الولاية المرتبة الأخيرة بنسبة 31 بالمائة، مشددا بالمقابل على أن المنطقة تستفيد من الإمكانيات المادية نفسها التي تعطى لباقي الولايات وهي ''في المستوى المطلوب''. وأكد الوزير علمه بوجود خلافات ''شخصية'' ومشاكل غير موضوعية بين مديرية التربية وبعض المنتخبين والنواب في الولاية، مشددا على أن تسيير القطاع يعتمد على المعايير البيداغوجية بعيدا عن السياسية وهو الرد الذي لم يقنع نائب الأفلان مما استدعى تدخل رئيس مجلس الأمة الذي اقترح عقد لقاء بين النائب قمامة والوزير أبوبكر بن بوزيد في مكتب هذا الأخير، وهو الأمر الذي رفضه الوزير بن بوزيد مؤكدا أنه غير مسؤول عن حل مشاكل الأشخاص ولن يسمح بتداخل المشاكل الخاصة في تسيير شؤون التربية قائلا: ''أنا هنا لحل مشاكل المواطنين بموضوعية، وأنا لن أحرر فلسطين وحدي'' ليغادر بعدها القاعة.