اعتمد ملك المغرب قبل وأثناء الزيارة التي قادته للولايات المتحدةالأمريكية نهاية الأسبوع الماضي على شخصية يهودية ذات علاقات متشعبة مع يهود أمريكا وإسرائيل، فقد كلف السفير المتجول "سيرج بيرديغو" بترتيب لقاءات مع الشخصيات الموالية لإسرائيل من اليهود الذين يشكلون اللوبي النافذ في دهاليز البيت الأبيض ومجلس الشيوخ، الأمر يتعلق إذن بوسيط يهودي من أصول مغربية، فسيرج بيرديغو سياسي يهودي مغربي من مواليد مدينة مكناس يشغل في الوقت الحالي أمين عام مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، هذا المنصب لمن لا يعرفه يخول له عضوية المحفل العالمي اليهودي الذي يضم ممثلي اليهود في كل العالم، بل يضم عضوية أكثر اليهود تعصبا وصهيونية وكرها للعرب وللفلسطينيين وللعالم الإسلامي، و يكفي أن نذكر بأن هذا الشخص رفض إصدار أي بيان يندد بالمجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني لدرجة أنه أثار جدلا إعلاميا خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة لرفضه التنديد بالاعتداء. دور السفير اليهودي المغربي في مساعي محمد السادس لافتكاك موقف أمريكي مساند لطروحاته الاستعمارية في الصحراء الغربية ترجمه الارتياح المخزني لنتائج زيارة السادي لأمريكا، رغم ذلك فإن الوضع لن يتغير بالنسبة إلى الرؤية العامة لمستقبل المسألة الصحراوية حتى لو حاول ممثل الطائفة اليهودية في إضفاء الارتياح على انطباعات المخزن، فالمغرب يدعم بشكل مباشر لوبيات أمريكا اليهودية بالمال لدرجة أن محمد السادس قرر توجيه 5 ملايين دولار لبرنامج أمريكي يهدف إلى ربط علاقات بين شباب الشرق الأوسط ويقصد إسرائيل والعرب، وهو مبلغ كان يمكن أن يدعم به وضع الشعب الفلسطيني في غزة المحاصر بلا وقود ولا طاقة، فقبل زيارة محمد السادس إلى أمريكا تم تصنيفه ضمن أغنى أغنياء الملوك في العالم العربي وقد وجه قادة من غزة نداء للحكومات العربية من أجل العمل على دعم توفير الطاقة في غزة، لكن رئيس مؤسسة القدس تجاهل نداء الشعب الفلسطيني وأدار وجهه صوب اللوبي اليهودي، مقدما له صكوك الدعم المالي والسياسي. ومن الواضح جدا أن المخزن متمسك طيلة مراحله التاريخية بالوجود اليهودي بجانبه الذي يحمي مصالحه وعرضه وتجارته، لأن إحدى أهم ركاز العرش هو النشاط التجاري الذي يضمن ولاء القبائل والزعماء المحليين والقادة الروحيين، واليهود جزء من هذه الطوائف التي تعمل على توفير الدعم لسياسة المخزن، ولاشك أن "سيرج بيرديغو" يعمل على ذلك مثلما ظل وفيا للقصر الملكي إبان عهد الملك الحسن الثاني.