«هل تعرف مراكش؟ يجب أن تذهب إلى هناك"، هذا ليس إشهارا حول السياحة للمدينة المغربية العريقة، وإنما هو عنوان مقال نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست الإسرائيلية، الذي سوق لها لدى الجمهور اليهودي عبر العالم نظرا لما اعتبرها بالإمكانيات السياحية العالية التي تمتلكها، والضيافة التي تستقبلهم بها وكذلك العناية التي تمنحها السلطات المغربية العليا وعلى رأسها الملك محمد السادس شخصيا. واعتبرت الصحيفة أن اليهود يمثلون عصب الحياة الاقتصادية في المدينة، حيث تسيطر نخبة من رجال الأعمال على مختلف المراكز التجارية والمرافق السياحية، رغم قلة عدد الجالية اليهودية بالمدينة، إذ هاجر الآلاف منهم الى "إسرائيل" بعد قيامها في عام 1948، والسنوات التي تلته، ولكنهم بقوا مرتبطين بها دائما والكثيرون لا يزالون يحتفظون بممتلكاتهم وامتيازاتهم. وعند عرض كاتب المقال للشخصيات التي زارت المدينة من نجوم سينما وشخصيات سياسية وفنانين على غرار توم كروز والملكة اليزابيث، ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون وابنتها تشيلسي، أشارت أيضا إلى المطرب الفرنسي اليهودي الذي ولد في مدينة قسنطينة "أونريكوماسياس" الذي قالت إنه جاء الى مراكش المغربية للاقتراب من نفس البيئة التي عاش فيها طفولته وجزء من شبابه بالجزائر، التي منع من زيارتها رغم طلباته الكثيرة لذلك، بسبب المواقف التي أطلقها والمؤيدة للسياسات الإسرائيلية. ومن هذا الأساس اعتبرت ال«جيروزاليم بوست" أن الجزائر ليست وجهة سياحية لليهود الذين يجدون في المغرب كل التسهيلات، والتي يرعاها الملك محمد السادس شخصيا بصفته "صديقا لدولة إسرائيل"، حتى إن مستثمرا رئيس الطائفة اليهودية في مدينة مراكش يدعى "جاكي كادوش" اعتبر أن كل محاولات تمرير قوانين تجرم التطبيع مع إسرائيل ستفشل لا محالة، موضحا "إن الملك محمد السادس لن يسمح بذلك أبدا". واعتبرت الصحيفة أن وجود كنيسين كبيرين في المدينة، دليل على النفوذ الذي حصلت عليه الجالية اليهودية في مراكش، وهو ما جعل الإقبال عليها من طرف السياح الإسرائيليين يتزايد باستمرار خاصة من الطائفة الأرثوذكسية المشرقية التي تمتلك معبد قديما.