التحق 4 شباب من حي كندا ببلدية الكاليتوس منذ أكثر من أسبوع بالتنظيم المسلح جبهة النصرة بسوريا، حسب ما أكده مصدر محلي، أوضح أن الشباب تم تجنيدهم للجهاد في سوريا عن طريق عطار كان قد دخل الأراضي السورية منذ أزيد من عامين وأجرى تكوينا، حيث عمل هذا الأخير على ربط اتصالات بين جماعات قتالية في سوريا وبين شباب جزائريين بعد تشبيعهم بالفكر الجهادي. وذكرت مصادر مطلعة أن 4 شبان من الكاليتوس وتحديدا من حي كندا، التحقوا بتنظيم "النصرة "في سوريا المعارض لبشار الأسد والمقرب من القاعدة، بعد اختفائهم منذ أكثر من 10 أيام في ظروف غامضة وما يؤكد التحاقهم هو ظهور أحدهم في شريط فيديو رفقة عناصر من التنظيم المسلح، وجاء ذلك تزامنا مع اختفاء 3 من أصدقائه من المنطقة، بينهم عطار كان على علاقة بالشباب المجندين، هذا الأخير الذي يشتبه في أنه وراء تجنيد الشباب للجهاد في سوريا بحكم علاقته بسوريين باعتباره تلقى تكوينا مدة عامين هناك، ليتحول بعدها إلى النشاط التجاري بين سورياوالجزائر، حيث يمارس مهنة العطارة في الكاليتوس، غير أنه أغلق المحل منذ فترة واختفى عن الأنظار تزامنا مع اختفاء الشباب المشتبه في التحاقهم بتنظيمات إرهابية في سوريا. وقد شهدت بلدية الكاليتوس مؤخرا نزوحا كبيرا للاجئين سوريين، حيث حطت عشرات العائلات رحالها بالبلدية ووسعت من أنشطتها التجارية هناك وباتت قبلة لمئات العائلات السورية. من جهة أخرى، كشف المصدر أن الشباب الملتحقين تترواح أعمارهم بين 21 و26 سنة وهم أشخاص ملتزمون ومنهم ملتحون وجمعتهم ب«العطار "علاقة صداقة منذ مدة قبل أن يختفي الجميع في ظروف غامضة، كما أضاف المصدر أنهم ليسوا ذوي مستوى علمي كبير، وربما هذا ما سهل عملية تجنيدهم. ومن المرجح، حسب المصدر، أن المجندين لم يتوجهوا إلى سوريا مباشرة بل دخلوها عبر الأراضي التركية بوساطة "العطار" الذي عمل على ترتيب السفر إلى تركيا ومنها إلى سوريا بعد ربط الاتصالات، حيث أكد أنه من المستحيل أن يتم ربط الاتصال بالمجندين بعد التحاقهم بسوريا نظرا لفرض رقابة أمنية مشددة من طرف عناصر الأمن التابعة لنظام بشار الأسد على مختلف الرعايا الذين يدخلون سوريا مخافة التحاقهم بالمسلحين، مما يؤكد فرضية ربط الإتصالات من الجزائر ،وتم اختيار الرحلة عبر تركيا، حسب المصدر، باعتبارها باتت نقطة عبور إلى سوريا لاعتبارات عدة أهمها أنها قبلة تجارية لآلاف الجزائريين الذين يقصدونها نظرا للتسهيلات الكبيرة للتجار للحصول على تأشيرات لدخول الأراضي التركية، ومنها إلى سوريا وهذا للإفلات من أي شبهات. يذكر أن عددا من الشباب الجزائريين تم تجنيدهم منذ سنوات ضمن تنظيمات جهادية في العراق والشيشان، غير أن الرقابة والتحريات الأمنية المفروضة حول تحركات المشتبه فيهم بعلاقتهم بجماعات إرهابية فرض اعتماد أسلوب المناورة في الالتحاق بالجماعات المسلحة خارج الوطن وذلك بعدم الالتحاق بها مباشرة وإنما عبر دول أخرى على غرار تونسوتركيا . وفتحت مصالح الأمن منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا ودول الجوار تحقيقات أمنية يتم من خلالها ملاحقة الخلايا المشتبه فيها. فيما يجرى حاليا تحقيق قضائي على مستوى القطب الجزائي المتخصص مع أزيد من 10 عناصر إرهابية متهمة بدعم الجماعات الإرهابية ينحدرون من أربع ولايات، العاصمة، بومرداس، غردايةوالمسيلة، اعتقلتهم أجهزة الأمن شهر أفريل بشبهة التحضير للسفر إلى سوريا بهدف الالتحاق بالجيش السوري الحر للمشاركة في المعارك الجارية للإطاحة بنظام بشار الأسد بوساطة شخص يكنى أبو مهاجر الذي عمل على ربط الاتصالات بينهم وبين تنظيم الجيش السوري الحر. ونقل المصدر عن أحد المعتقلين، أن السوري كان على صلة بتنظيمات مسلحة أخرى في سوريا عمل على تجنيد جزائريين بداية العام الجاري وكانت لهم لقاءات بصفة منتظمة بحي بودواو بولاية بومرداس، لترتيب السفر إلى تركيا. كما فصلت محكمة بومرداس، مؤخرا، في قضية من هذا النوع، المتهم الرئيسي فيها رعية سوري كان يتواجد بالجزائر، وهو حاليا في حالة فرار يدعى "أ،ع"، والذي سعى إلى تجنيد 8 جزائريين منحدرين من ولايات المسيلة، العاصمة وبومرداس، للالتحاق بالجماعات المسلحة في سوريا، وخاصة تنظيم "أنصار الشام"، حيث تمت إدانة المتهم الرئيسي بالسجن المؤبد في حين تحصل البقية على البراءة.