اختار الوزير الأول عبد المالك سلال أن تكون طريقته في الاجابة عن سؤال وجهته له صحفية من جريدة "لوموند" الفرنسية حول صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالقول " ان الرئيس يبلغ الجميع تحياته " ، في تأكيد جديد من طرفه على تحسن صحة رئيس الجمهورية. و كشف سلال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الفرنسي جون مارك آيرولت بقصر الحكومة الاثنين أنه "لا توجد مشاكل سياسية بين البلدين ، و خاصة في الجانب الأمني الذي يعرف تشاركا بين الجزائر و باريس ، "الذين يعملان من أجل الدفاع عن الأمن و السلم الإقليمي". و في المجال الاقتصادي الذي طغى على برنامج الزيارة ، قال الوزير الأول الفرنسي انه عرف ديناميكية كبيرة منذ الزيارة التي قام بها الرئيس فرانسوا هولاند إلى الجزائر في ديسمبر من العام الماضي ، و الإعلان المشترك الذي خرج به لقائه مع الرئيس بوتفليقة ، و الذي عالج الكثير من القضايا السياسية و الأمنية و كان بمثابة الإعلان عن العديد من المشاريع الكبرى ، و توجت خلال هذه الزيارة بالتوقيع على 9 اتفاقيات تركزت في مجالات أهمها الصناعة و الإعلام و التعليم العالي. و أبدى أيرو رضاه عن التقدم الذي عرفته الشراكة بين البلدين و التقدم الكبير الذي عرفه الاستثمار الفرنسي بالجزائر من خلال الاشارة الى نشاطات الشركات الكبرى مثل مصنع رونو للسيارات بمنطقة وادي تليلات و لافارج و سانوفي و الترامواي التي ستكون في برنامج زيارة الوفدين الحكوميين الى عاصمة الغرب الجزائري ، معتبرا أنها ستعود بالفائدة لكلا الطرفين في اطار الشراكة "رابح رابح" ، و التي قال انها ستمتد لتشمل الشركات الصغيرة و المتوسطة مشيرا الى "الثقة الموجودة و سعي الطرفين لاقامة شراكة عادلة". و هو نفس المنطلق الذي قيم من خلاله الوزير الأول الجزائري حصيلة الشراكة الاقتصادية بين البلدين الذي أكد ضمنيا على تمسك الجزائر بالقاعدة الاستثمارية 49/51 ، بالقول " ان الفرنسيين الذين يمتلكون 49 بالمئة من مصنع رونو و التي تقوم بتصنيع أجزاء من السيارات في فرنسا هي تمنح فرص التشغيل هناك ، و نحن كذلك نوفر مناصب شغل ، فنحن بحاجة الى فرنسا و فرنسا بحاجة الينا هذا هو جوهر الشراكة "رابح رابح" ". و احتل جانب البحث التكوين حيزا هاما من تدخل المسؤولين ، حيث شدد سلال على أن الشراكة مع فرنسا في المجالات التكنلوجية و المعرفية مهمة جدا من أجل تكوين الكفاءات و اليد العاملة الجزائرية ، خاصة في مجال التكنلوجيات المتقدمة و على رأسها تكنلوجيا "النانو" داعيا الى إنشاء جامعات و مراكز بحث مشتركة ، فيما أبدى جون مارك ايرو تفاؤله بمستقبل التعاون في هذا الاطار من خلال اقامة مدرسة تكوينية في مجال الهندسة بوهران ، و أخرى معهد تحضيري في المجال الاقتصادي. ودافع الوزير الأول الفرنسي عن القدرة الاستثمارية لبلاده ردا عن سؤال حول طاقة فرنسا في إقامة مشاريع جديدة بدول أجنبية تزامنا مع الأزمة الاقتصادية العالمية ، مؤكدا ان الصعوبات التي لاقاها اقتصاد بلاده أصبحت من الماضي " و هي كانت مرتبطة بسياسات الحكومة السابقة، و اليوم تعيش فرنسا و منطقة اليورو انتعاشا ملحوظا". و في ختام المؤتمر الصحفي جدد سلال على أن الأولوية بالنسبة للجزائر في الوقت الراهن هي الاهتمام بالجانب الاقتصادي في المقام الأول ، ثم تليها الجوانب الإنسانية و الثقافية ، معلنا عن تواصل جهود العلاقات الثنائية بين البلدين و اعادة اللقاء الوزاري ، و الذي سحتضنه العاصمة الفرنسية باريس في ديسمبر من العام المقبل ، و ستفصل بين الموعدين الكثير من الزيارات الثنائية ، و التي تدخل "في إطار خلق مناخ للعمل الحكومي المشترك بين البلدين" . آيرو يتنصل مجددا من تقرير "الاندماج" تركزت اسئلة الصحفيين الفرنسيين الذين رافقوا وزيرهم الأول جون مارك آيرو على التقرير الذي يتعلق بحالة الاندماج في أوساط المنحدرين من اصول أجنبية ، و طريقة تعامل حكومته معه ، و اذا كانت ستعمل بما ورد فيه من دعوات و بالأخص التوصية بالسماح للمسلمات ارتداء الحجاب في المدارس و تدريس لغات البلدان الأصلية للمهاجرين . و أبدى الوزير الفرنسي تنصلا واضحا من هذا التقرير الذي اعدته هيئة تابعة له ، من خلال التذكير ب"المبادىء التي تقوم عليها الجمهورية الفرنسية من علمانية و ديموقراطية و تكافل اجتماعي و هي تسعى لتكريس هذه القيم بعدالة بين الجميع و أن علمانية الدولة تناهض التفريق بين المواطنين" ، معتبر أن حكومة بلاده ترى "أن فرنسا هي بلد الاندماج و الثقافات المتعددة" ، رافضا الخوض في تفاصيل التقرير ، التي اعتبر انها غير مهمة و انما مصلحة فرنسا هي التي تستحق الوقوف عندها. علي العقون