يستكمل «آرت دبي» عقد قاعات عرضه الثلاث بتسمية المساحات الفنية الخمس التي تؤلف عناصر قسم «ماركر»، وهو تلك التظاهرة الديناميّة التي تركّز كل عام، بإشراف قيّم فنيّ، على موضوع أو منطقة جغرافية محددة؛ وبذلك تكون النسخة الثامنة من معرض «آرت دبي» قد لبت وعدها بتخطي عدد المشاركين حاجز الثمانين صالة ومساحة فنية من شتى أرجاء المعمورة، لتنخرط جميعها ضمن قاعاته الرئيسية: «مودرن» (للفن الحديث)، «كونتيمبوراري» و«ماركر» (للفن المعاصر كل من مقاربة مختلفة)- بما يعزز دور «آرت دبي» كمعرض للاستكشاف والتعددية، ورياديّته على صعيد الإنتاج الفني وتبادل المعارف والأفكار. هذا ويقام المعرض برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي -رعاه الله- في الفترة ما بين 19-22 مارس/آذار 2014 في «مدينة جميرا»، بالشراكة مع «مجموعة أبراج»، وبرعاية من «إعمار» و«كارتييه»، وتشكل «هيئة دبي للثقافة والفنون» شريكاً إستراتيجياً للمعرض وداعماً أساسياً لمشاريعه التعليمية على مدار العام. وللمرة الأولى منذ انطلاقة التظاهرة الفتيّة قبل أربع سنوات، يتولى فنانون هم «السلاف والتتر» مهام تقييمها، وتتخذ من منطقتي آسيا الوسطى والقوقاز منطلقاً لممارساتها في مخاطبة التباسات المعتقد والهوية واللغة في تلك المناطق الجغرافية عبر معارض في خمسة أجنحة مكرّسة لقسم «ماركر»، الذي يتضمن برنامجه للعام 2014 أيضاً عدداً من المبادرات التعليمية والبحثية. تنطوي قائمة المدعوين للمشاركة في «ماركر 2014» على مؤسسات حكومية وصالات عرض فنية ومبادرات فنانين، وتضم: «آرت إيست» (بيشكك، قرغيزستان)؛ «آسيا آرت» (ألماتي، كازاخستان)؛ «بوبياشفيلي غفابريدزه وندو بروجيكت» (تبليسي، جورجيا)؛ «المركز الوطني للفنون المعاصرة – فرع شمال القوقاز» (إن سي إيه إيه) (فلاديكافكاز، القوقاز، روسيا)؛ «يارات» (باكو، أذيربيجان). هذا ويعمل قيّمو التظاهرة («السلاف والتتر») مع كل من الفضاءات الفنية السابقة وفنانيها على استخلاص نواة معرض جماعي لأعمال فنية منجزة وجديدة وفق «منظومة البورتريه»، حيث ستسهم كل واحدة من هذه الفضاءات في تقديم نفسها ضمن المحصلة النهائية للمعرض في لوحات تعود لأواسط القرن الماضي ورسومات ومنحوتات معاصرة لوجوهٍ وأماكن وآثار. ولهذا الغرض, سيتخذ «ماركر 2014» شكل ال «شاي خانه» (مقهى الشاي) أو ما يعرف بصالون الشاي الأوراسي مستنهضاً فكرة الرحيل في كل عمل فني على حدة؛ بما يفضي إلى سرد قصص ذات دلالات أكبر تلامس أسئلة المعتقد واللغة والمشهدية، وتتطرق لما هو أهم وأعمق حول كيفية تقديس وتبطين وتهجين تلك النزعات خلف هشاشة مفاهيم الهوية. كما ستشهد النسخة المقبلة من «ماركر» تعاوناً جديداً بينه وبين «ونستار برس»، وهي دار نشر باريسية مرموقة متخصصة بالكتب الفنية ستعمل على نشر عدد من الكتب لفنانين صاعدين ومخضرمين من منطقتي آسيا الوسطى والقوقاز دعاهم «السلاف والتتر»، ومنهم: آرمن إلويان، وتاوس ماخاتشيفا، ورضا هزاري. وفي تعليقها على ثيمة «ماركر» لهذا العام، قالت مجموعة «السلاف والتتر» التي تشرف على تقييمه: «لعله من الصعوبة بمكان تقدير مدى صلة القوقاز وآسيا الوسطى بالشرق الأوسط والعالم الإسلامي ابتداءً بممارسات بناء الأمة ومروراً بطقوس المعتقد الديني التوفيقية»، وتتابع: «تجتاحنا حماسة غامرة لتقديم قراءة أخرى في سرديات تلك المنطقتين؛ قراءة من شأنها أن تصير كونية عبر سلسلة من المنصات ذات القسمات الاستطرادية والتشاركية والبصرية.» وللمرة الأولى أيضاً، يقدم قسم «ماركر» برنامجاً تعليمياً موسعاً بالشراكة مع «مؤسسة قزوين للفنون» إذ يتضمن جناحاً بحثياً، وسلسلة حوارات يومية، وجولات تعريفية بإشراف قيّمين وفنانين، وفرصاً متجددة للقيّمين الصاعدين للبحث واكتساب الخبرات التخصصية. وبعرضه أعمال ما يقارب العشرين فناناً من القوقاز وآسيا الوسطى، يشكل «ماركر 2014» التظاهرة الأكبر لفنون تلك المنطقتين في العالم العربي والشرق الأوسط. وفي هذا السياق تتحدث أنتونيا كارفر مدير معرض «آرت دبي» قائلة: «خلال أربع سنوات فقط، تطور «ماركر» بديناميّة ليصبح قسماً استثنائياً من أقسام المعرض بهويته وغايته الملتزمتين»، وتضيف: «بعد التركيز على أندونيسيا في العام 2012 وغرب أفريقيا في العام 2013، ينصب اهتمام «ماركر 2014» على آسيا الوسطى والقوقاز، ويتسع برنامجه ليضم مشروع نشر في غاية الأهمية، بالإضافة لمبادرات تعليمية وبحثية، وجولات، وحوارات».