وقّع أعيان ومنتخبي ولاية غرداية، أمس، ميثاق ''التعايش'' النهائي ببريان، لإنهاء ''الفتنة'' التي شهدتها المنطقة على خلفية الصراع السياسي الذي غذته النعرات المذهبية بين الإباضية والشعانبة، حيث جرت أمس مراسيم التوقيع بحضور وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية وعدد من الشخصيات المهمة والنافذة في الولاية. من جهته، أكد بوكراع قاسم، أحد أعيان مدينة بريان في اتصال مع ''البلاد''، أن الاتفاق يتضمن العمل باتجاه وقف كل أشكال العنف والعمل على إصلاح ذات البين، مضيفا أن الميثاق الذي أطلق عليه اسم ''ميثاق التعايش النهائي'' لا يحمل إجراءات ردعية لإيقاف الفتنة بين طرفي النزاع كتكثيف عدد قوات الأمن وإنما يؤكد على ضرورة التفاهم والصلح من دون الوصول لتدخل مصالح الأمن، ويتم التعهد بموجب هذا الاتفاق بعدم التعرض بسوء للآخر وبالعمل للحيلولة دون عودة الفتنة إلى المنطقة. وشهدت مراسيم التوقيع على الاتفاق حضور أعيان ومنتخبي ولاية غرداية ورجال دين من العاصمة ودكاترة ونواب من المرتقب أن يلقوا اليوم محاضرات لنبذ العنف والتطرف، والتأكيد على الحوار. وتعيش مدينة بريان هذه الأيام على إيقاع الصلح بعد سنتين من الاحتقان واندلاع حرب شوارع حقيقية بين أتباع المذهب السني، يسمون ''الشعانبة''، وأتباع المذهب الإباضي، يسمون ''بني ميزاب''. ورغم توقف المواجهات، فإن التوتر لا يزال قائما بين الفريقين السني والإباضي، الأول يتحدث العربية، والثاني يتواصل أفراده في ما بينهم باللغة الأمازيغية. ويتضمن الاتفاق أيضا تعهد الطرفين بالاحتكام إلى وجهاء المدينة في حال نشوب أي خلاف ذي طابع عرقي، بدل اللجوء إلى القوة أو رفع شكاوى إلى القضاء كما يتضمن سعي ''أهل الحل والربط'' ببريان للحيلولة دون عودة الفتنة. وخلفت أحداث بريان قتلى وجرحى ودمارا كبيرا في المرافق العمومية والأملاك الخاصة خلال السنتين الماضيين. وأفادت تحريات الشرطة أن المواجهة اندلعت بعد اعتداء على أحد المصلين بمسجد ببريان مطلع ,2008 وقعت إثرها مشادات بين مئات الشبان من المذهبين وتواصلت المشادات بصورة متقطعة لأكثر من سنة ، واتضح أن التعايش بين الفريقين أضحى مستحيلا، وطالب كل منهما الآخر بالرحيل عن المنطقة.