شكلت "مدونة أهلليل" موضوع ندوة فكرية نظمت أمس بتيميمون بولاية أدرار، بمبادرة من محافظة المهرجان الوطني أهلليل. ويهدف اللقاء الذي احتضنته المكتبة العمومية للمطالعة إلى التعريف بالأبحاث والدراسات التي أنجزت من طرف الباحثين والأساتذة حول هذا التراث الشفهي العالمي والتي تندرج ضمن الجهود المبذولة للتوثيق لهذا الموروث الثقافي العريق الذي اشتهرت به منطقة قورارة منذ حقب زمنية قديمة حسبما أشار إليه المنظمون. وفي هذا السياق، حاول الأستاذ عبد الله كروم من جامعة أدرار في مداخلته حول ''سيميائية الصورة في المشهد الأهلليلي'' توظيف التحليل السيميائي لفهم المشهد الأهلليلي وما يتضمنه من صور بلاغية، مبرزا العلامات الموجودة في الصورة الايقاعية وفي صورة الملفوظ اللساني، إلى جانب الصورة الجسدية الموجودة في تأدية هذا المشهد، مضيفا أن هذه العلامات أو الأيقونات الضاربة في القدم تعمل على بط الإنسان بجذوره التاريخية وانتمائه الحضاري. أما الأستاذة طراحة زهية، فقد قامت في مداخلتها بعرض مقطوعات من أهلليل أبرزت من خلالها جهود الباحثين والأكاديميين المهتمين بتراث أهلليل أمثال الباحث بيار اوجييه ورشيد بليل ومولود معمري الذي ألف مدونة شهيرة حول أهلليل باللغة الزناتية ترجمت إلى اللغة الفرنسية، إلى جانب عرض مختلف الإشكاليات المتعلقة بطابع أهلليل. من جانبه، تطرق الأستاذ بن خالد عبد الكريم من قسم علم الاجتماع بجامعة أدرار في هذا اللقاء إلى الحكمة والموعظة عند الشاعرتين لالة ديمة ولالة مريم معرفا بتراث أهلليل أو ما يطلق عليه الإيزلوان من خلال المقاربات النسقية البربرية والفرنسية والفرنكوعربية وانطلاقا من المعجم العربي الفصيح. أما الدكتور الحاج أحمد الصديق من جامعة أدرار فقد قدم في الجلسة الثانية من هذا اللقاء مداخلة بعنوان "المقومات الفنية للقصيدة الإيزلوانية" حاول من خلالها مقاربة النص الإيزلواني الأهلليلي بالمقاربة النقدية قصد التمكن من التعمق في النص الإيزلواني وإخضاعه للمقاربات النقدية بما يقابلها في الشعر العربي.