جدد قاطنو شاليهات عين الكحلة ببلدية هراوة بالعاصمة مطلبهم للسلطات المحلية ترحيلهم إلى سكنات لائقة في أقرب وقت، بعد أن أصبحت تلك البنايات الجاهزة غير صالحة للإيواء. وحسب تصريحات السكان المعنيين فقد وعدتهم السلطات المحلية في العديد من المرات بأنهم سيكونون ضمن الأوائل الذين سيمنحون سكنات اجتماعية، ومر على تلك الوعود أزيد من أربع سنوات دون أن يحدث أي شيء. وقد استغرب هؤلاء التجاهل التام للسلطات المحلية لاسيما دائرة الرويبة، التي أكدت أنهم سيرحلون مباشرة بعد ترحيل سكان ديار الشمس في العملية الأخيرة التي شهدتها العاصمة شهر سبتمبر الفارط، لكن وعادتها السلطات يقول محدثونا خيبت آمالهم، إذ لا تزال 315 عائلة تقبع في تلك السكنات التي لا تتوفر على أدنى شروط الحياة الصحية، فالأمراض تحاصر السكان من كل جهة، والآفات الاجتماعية تفتك بشبابها الذين لم يجدوا سوى انتهاج طريق المخدرات والسرقة مخرجا من الوضع الاجتماعي الذي يعيشونه. من جانبها أكدت السلطات البلدية، على لسان النائب المكلف بالبناء التعمير، أن البلدية على علم بالوضع المأساوي الذي يقاسيه قاطنو شاليهات عين الكحلة، وقامت بمعاينة المكان عدة مرات، مؤكدا في هذا السياق أن البلدية أحصت هؤلاء وستعمل على تسوية وضعيتهم في القريب العاجل بالتنسيق مع مصالح الولاية المنتدبة، مضيفا أنه لا يمكن الجزم بأن عملية إعادة إسكان نزلاء الشاليهات ستكون قبل نهاية السنة الجارية، لكن المصالح البلدية مصرة على القضاء على تلك الشاليهات التي أوجدت بعد زلزال ماي 2003 الذي ضرب العاصمة وضواحيها. في سياق آخر، عبر سكان البلدية عن استيائهم من غياب مشاريع تنموية بمنطقتهم منذ سنوات، وطالبوا بضرورة تحريك عجلة التنمية للنهوض بالمنطقة التي من المفروض أن تكون قبلة سياحية نظرا لتوفرها على شريط ساحلي هام، لكنها في الواقع تعاني من التهميش. فيما أرجعت السلطات غياب مشاريع تنموية إلى ضعف الميزانية، إذ تعد ميزانية هراوة من بين أضعف ميزانيات بلديات العاصمة.